الثلاثاء، 6 مايو 2014


ليشربن ناس من أمتي :
*******************
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الْأَرْضَ وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ".أخرجه ابن ماجه (2/1333 ، رقم 4020)وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (90،91).
-----------
المفردات :
------------
يعزف : عزَفَ لحنًا : أدَّاه على آلةٍ موسيقيَّة .المِعْزَفُ : آلةُ الطَّرَبِ كالعود والطُّنْبُورِ وغيرها.
يخسف : خَسَفَ الله بِهِمُ الأرْضَ : غَيَّبَهُمْ فِيهَا.
----------
يسمونها بغير اسمها : من أسماء الخمر: الراح – اللذة – العروس – الصافية ،ماء العنب أو ماء الشعير أو ما إلى ذلك،
-----------------------
العبرة بالحقائق : فالخمر تطلق على كل مسكر يذهب العقل ويخامره والقاعدة (كل مسكر حرام) ، فإذا سميت الخمر باسم غير اسمها الحقيقي كاللذة والراح وماء العنب وغيرها وظاهر هذه الأسماء الطيب والجمال والحسن فهذه الأسماء لا تغير من حقيقة الخمر ، فالعبرة بالحفائق لا بالألفاظ .
------------
هكذا الغناء : والذي له نفس تأثير الخمر على العقول وهو بريد الزنا والداعي لشرور كثيرة ، فقد يطلق على الغناء إسم الفن وعلى من يمارسه بالفنان والنجم وغيرها وهذا كله لا يخرجه عن حقيقته وأنه حرام ومن أسباب نشر الفساد وقد تبين ضرره وبان شره .
****
الله جل وعلا خلق الإنسان وكرمه بالعقل ورفع من قدره بأن أسجد له الملائكة وعلمه من مختلف العلوم والمعارف ما جعله خليفته في الأرض .
وطبيعة النفس البشرية تميل للدنيا وملذاتها وشهواتها مما يستوجب على العبد أن يضبطها بضابط الشرع وإلا نزلت به للأسفلين .
البشرية قبل الإسلام كانت أشبه بالحيوانات الغابية التي ليس لها هما سوى الأكل والشرب والجماع .
ثم أنقذهم الله بالإسلام الذي أعادهم لصوابهم وأعاد الركب لطريق الصواب فسارت قافلة الحياة بمن فيها على الحق المبين فطهروا الأرض من الخبث والخبائث فانتشرت طهارة القلب والقالب وعاش الناس في ظل الإسلام دهرا من الزمن ينعمون بالأمن والأمان .
ثم خلف من بعدهم خلف غيروا مجرى الركب وأقلبوه رأسا عن عقب وعادت الأمور كما كانت عليه قبل الإسلام بل هي أكثر وأخطر نظرا لما أتاح للناس من الوسائل لم تكن موجودة من قبل .
فالحديث يبين حال الناس في آخر الزمان وأنهم ركنوا للدنيا وشهواتها فخمر وزنا وغناء وسمر وبطر ، وشاع فيهم الغناء والرقص وجلبوا المغنيين والمغنيات وشربوا الخمر وسموها ب( الويسكي،والبيرا والريكار ) ،وباتوا في سكرتهم يعمهون وفي خوضهم يلعبون .
ربما يغتر بهم ضعفاء الإيمان ولسان حالهم يقول:"يا ليت لنا مثل "، لكن لو علم هؤلاء بحالهم عند الله لقالوا" ويكأنه " ،
فالله جل وعلا كشف لنبيه صلى الله عليه وسلم الحجب وأراه حال أمته في آخر الزمان كما شاهد ما آل إليه كثير منهم وهي النهاية الحتمية فخسف ومسخ ، فالخسف وقع في كثير من الملاهي ويقع بين الآونة والحين بحيث تنشق الأرض وتبتلع من فوقها ، أما المسخ وهو تغير شكل الإنسان وتحوله لشكل آخر كالقرد والخنزير وقد وقع لأشهر المطربين في عصرنا ويقع لكثير من الأشرار والمجرمين .
لطيفة : ربما قد يمسي الرجل في خمر ويبيت على أمر ويصبح وهو بين الناس عبد في كامل صورته لكن هو عند الله ممسوخا قردا أو خنزيرا عياذا بالله
المجاجة :
*******
لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ، فلنحذر عباد الله من غضب الله ورسوله ، ولا نغتر بما يفعله السفهاء منا فهي والله لعنة لحقت بهم بسبب ما أسرفوا في جنب الله وما اقترفوا من الفواحش وسوف تدور عليهم الدائرة وينالون عقابهم العاجل .
للإمعان : قد يخسف بطائفة ويكون بينهم مؤمنين وهذا دليل شدة الإنتقام ،فيهلك الفسقة وبينهم الصالحون إذا كثر الخبث .
نسأل الله العفو والعافية والتباث على الصراط المستقيم .
وأن يهدينا ويهد بنا إلى الحق المبين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق