الثلاثاء، 6 مايو 2014



بقدر الخشوع تنال الثواب:
*******************
جاء في سنن أبي داود عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها " .قال الشيخ الألباني : حديث حسن.
------------
المعنى العام للحديث : بقدر الخشوع يكون الثواب .
--------
معنى الخشوع : خَشَعَ الرَّجُلُ : خَضَعَ ، ذَلَّ ،خَشَعَ لِلَّهِ : رَكَنَ لَهُ ، اِسْتَكَانَ .
الخشوع : هو الخضوع والتذلل والسكون بين يدي الله تعالى .
ولا يكون الخشوع إلا بحضور القلب وشهوده عند تأدية العبادات قال الله تعالى :" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ"ق37،شهيد : شاهد له بقلبه, غير غافل عنه ولا ساه.
وقد بين جل وعلا أن من أسباب الفلاح والفوز بخير الدنيا والآخرة هو الخشوع فقال :" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ -1- الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ -2-" المؤمنون.
كما بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أول ما يرفع من الأعمال الخشوع قال:" أول ما يرفع من الناس الخشوع " صححه الألباني.
قال أبو الدرداء لجبير بن نفير : لو شئت لحدثتك بأول علم يرفع من الناس الخشوع ؛ يوشك أن تدخل المسجد الجامع فلا ترى فيه رجلاً خاشعاً !!
------------
وقفات :
1-الحديث الشريف يبين أحوال الناس في الصلاة ومدى إقبالهم فيها على الباري سبحانه وتعالى وبالتالي فبقذر حضور القلب فيها يكون الثواب والأجر .
فمنهم من لا ينال من صلاته إلا عشر ثوابها وهذا لتعلق قلبه فيها وانشغاله بهموم الدنيا .
2-العبادة شرعها الله تعالى لينال العبد بها ثواب العاجلة والآجلة ، ففي الدنيا بما يحصل له فيها من سكينة وراحة وطمأنينة فيسعد وتقر عينه بها ويخفف بها عن هموم ومتاعب الحياة التي تعترضه بين الآونة والحين ، وفي الآخرة ينقلب إلى جنات النعيم .
3-والصلاة عمود الدين وأساسه وهي مورد السعادة والراحة وإليها يركن العارفون ويستكين الصالحون وينعم المؤمنون .
وبقدر الإقبال فيها على الله واستحضار القلب والتذكر والعلم بحركاتها وأفعالها بقدر ما ينال العبد من ثوابها وأجرها وبالتالي بقدر راحته وسكينته فيها.
فمنهم من لا ينال منها سوى العشر وهو القدر الضئيل والشيء القليل من هذه الفريضة وهو دليل ضعف اليقين وقلة الإقبال وانشغال العبد فيها بشغل آخر .
ومنهم من ينال حظها الأوفر وخيرها الأكثر ممن تفرغوا لهذه العبادة فكان همهم وانشغالهم بهذه الفريضة فأخبتوا فيها لربهم وأخلصوا فيها لباريهم فنالوا راحة وسعادة يفتش عليها السلاطين بملكهم والأغنياء بمالهم والكل يسعى لنيلها ويأبى الله إلا أن تكون لأوليائه وأصفيائه والخيرة من عباده .
المجاجة :
*******
تفرغ لعبادة الله يملأ قلبك غنى وتنال حظك الأوفر من الراحة والسعادة ولتكن الدنيا بين يديك واجعل قلبك موصولا بالله لتعيش حياتك كما أرادها الله لك ، في عفو وعافية وأمن وسلام ، وإلا تفعل فاستمع لهذا الأثر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك." رواه الترمذي وصححه الألباني .
*********
الوصية :
******
عليك بما يجـدي مـن التقـى ----- فإنك في سهـو عظيـم وغفلـة
تصلي بلا قلـب صـلاة بمثلهـا ----يكون الفتى مستوجبـاً للعقوبـة
تخاطبـه إيـاك نعبـد مقـبـلاً --------على غيره فيها لغيـر ضـرورة
فويلك تدري من تناجيه معرضـاً ----وبين يدي من تنحني غير مخبت .
وما زلتَ تسعى في الذي قد كفيته --- وتُهمل ما كلفته من وظيفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق