الثلاثاء، 6 مايو 2014


خصوم للحي القيوم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم -وعند ابن حبان وابن خزيمة : ومن كنت خصمه خصمته-: رجل أعطي بي ثم غدر، ورجل باع حراً وأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره)
ــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات : خصام : خِلاَفٌ ، نِزَاعٌ ، جِدَالٌ ، مُنَازَعَةٌ، خصم : مخاصم ، منافس ، مزاحم ، معاد. غدَر بفلان : خانه ، نقَض عهدَه وترَك الوفاء به ــــ " اِسْتَأْجَرَ عُمَّالاً " : شَغَّلَهُمْ أُجَرَاءَ ( مفرد أجِير ). مُقابِلَ أُجْرَةٍ.
ــــــــــــ
المعنى العام : معاملات تستوجب غضب الرب عز وجل .
ــــــــــــــــــ
الإسلام دين معاملة وتعاليمه تدعو إلى الرفعة والسمو بالإنسان إلى مراتب الأتقياء والأوفياء وتبعده من دركات الوحوش الضارية التي لا ترقب في البشر إلا ولا ذمة ، همها الدنيا والحصول على متاعها بأي وسيلة كانت حتى ولو بالغدر والخيانة والمكر والخديعة .
والإسلام يريد أن يحقق للبشرية جمعاء حياة آمنة مطمئنة يعيش الناس في كنفها آمنين على أعراضهم وأموالهم ودمائهم.
وجعل الويل والثبور لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الناس والتعدي على أموالهم وأكلها بالباطل .
1-من عظيم الجرم أن الإنسان لما يشتد حرصه على الدنيا يسعى فيها لاهثا وراء كسب شهوتها ولـذتها بأي ثمن كان حتى ولو على حساب دينه وآخرته .
فتراه يبيع ويشتري بالله ويجعل الله عرضة لأيمانه فيكثر الحلف بالله ليشتري به ثمنا قليلا قال الله تعالى :" إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" ..
2-وآخر يتاجر بخلق الله تعالى فيبيع الحر ويأكل ثمنه، وهنا نذكر ما ظهر في زماننا من وحشية فاقت كل التصور فمن الناس من يقوم بسرقة أعضاء الأحياء فيبيعونها بأغلى الأثمان ، فظهرت مؤخرا سرقة الولدان لغاية نزع بعض أعضائهم وبيعها ، هناك من تجرى له عملية جراحية على عضو فيقوم المجرمون بسرقة بعض أعضائه ، وبهـذا فقد وصلت البشرية إلى أسفل دركات الانحطاط وهم بهـذا الصنيع أضل من وحوش البراري.
3-وآخر يستأجر أجيرا وعاملا بسيطا وضعيفا يسعى لقوت عياله الفقراء والضعفاء فيقوم هذا العامل البسيط بكامل واجبه ويستوفي لصاحبه العمل كاملا دون نقص فيه ، لكن حين تسديد أجرة العمل لا يف صاحب العمل بوعده فينقصه حقه ، وتجد أن البعض يستغل ضعف العامل فلا يعطه شيئا ويقول له اذهب إن شئت للقضاء ،فلا يجد هذا الضعيف إلا أن يشكوه للقوي المتين .
هذه أصناف بشرية انسلخت من إنسانيتها وأصبحت شبيهة بالحيوانات البرية التي لا ضمير لها ولا رحمة ولا شفقة فكان حقا على الله أن يخاصمها ويكون ندها يوم المآل والرجعى يوم تجزى كل نفس بما تسعى .
ومن كان الله خصمه ونده قصمه وهده .
نسأل الله المعافاة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق