السبت، 9 ديسمبر 2017

حديث وشرحه؟

وقفات مع حديث شريف .
********************
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بُعِثْتُ بين يَدَيِ السَّاعة بالسَّيف، حتى يُعبَدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وجُعِلَ رِزْقي تحت ظلِّ رُمْحي، وجُعِلَ الذَّلُّ والصَّغار على مَنْ خالَف أمري، ومَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهو منهم))
رواه أحمد .

------
وقفات :
******
1- النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة ، فعن أنسٍ - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بُعِثْتُ أنا والسَّاعةَ كهاتَيْن))، قال: وضَمَّ السبَّابة والوسطى". البخاري ومسلم .
2- بعثه الله لنشر دينه وإعلاء كلمة التوحيد ، وهذه مهمة الأنبياء والرسل من قبله .
3-كلمة السيف : فالناس جبلوا على عدم قبول نعمة الإسلام ، فنشر هذه النعمة بالحديد بمثابة إدخالهم الجنة بالسلاسل والقيود .
4- النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعثه الله تعالى لجمع المال وبناء الدنيا والتمتع بملذاتها وشهواتها ، بل أرسله ليقيم به الملة العوجاء وينشر العدل والسلام في الأرجاء ، وكان رزقه فيما ساقه الله له من غنائم وأنفال .
5- من استعان بنعم الله على معصيته وظلم عباده يوشك أن يبعث الله من يسلبه هذه النعم .
6- مخالفة شريعة الإسلام وتركها وعدم الإحتكام إليها هي سبب زوال الملك والسلطان وسبب تسلط الأعداء .
7- كل من خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم وعمل بغير هديه وسنته فقد عرض نفسه للعار والشنار والمذلة والصغار ، وهذه السنة تلحق بالفرد وبالجماعة .
قال الله تعالى :" ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].
8- النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه سيف مسلول على كل كافر وظالم وعدو آثم .
9- التشبه بأهل الفضل والتقوى من علامات الصلاح وطريق للأمان والجنة دار السلام ، والتشبه بأهل الشر من علامات البوار والمذلة والصغار وطريق إلى النار وبئس القرار .
آخر الزمان : روى الشيخان - عليهما رحمة الله - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ" 
تشبه بعض المسلمين باليهود والنصارى في الصغيرة والكبير والتشبه بهم حتى فيما تقشعر له الأبدان من الرذائل المنتنة والعوائد المخزية .
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .

الخميس، 30 مارس 2017

فضل الجمعة

فضل الجمعة

عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ ) . رواه مسلم (856) .
قال النووي :
قَالَ الْقَاضِي : الظَّاهِر أَنَّهُ فُرِضَ عَلَيْهِمْ تَعْظِيم يَوْم الْجُمُعَة بِغَيْرِ تَعْيِين وَوُكِلَ إِلَى اِجْتِهَادهمْ , لِإِقَامَةِ شَرَائِعهمْ فِيهِ , فَاخْتَلَفَ اِجْتِهَادهمْ فِي تَعْيِينه وَلَمْ يَهْدِهِمْ اللَّه لَهُ , وَفَرَضَهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّة مُبَيَّنًا , وَلَمْ يَكِلهُ إِلَى اِجْتِهَادهمْ فَفَازُوا بِتَفْضِيلِهِ . قَالَ : وَقَدْ جَاءَ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام أَمَرَهُمْ بِالْجُمْعَةِ وَأَعْلَمَهُمْ بِفَضْلِهَا فَنَاظَرُوهُ أَنَّ السَّبْت أَفْضَل , فَقِيلَ لَهُ : دَعْهُمْ . قَالَ الْقَاضِي : وَلَوْ كَانَ مَنْصُوصًا لَمْ يَصِحّ اِخْتِلَافهمْ فِيهِ , بَلْ كَانَ يَقُول : خَالَفُوا فِيهِ , قُلْت : وَيُمْكِن أَنْ يَكُون أُمِرُوا بِهِ صَرِيحًا وَنُصَّ عَلَى عَيْنه فَاخْتَلَفُوا فِيهِ هَلْ يَلْزَم تَعْيِينه أَمْ لَهُمْ إِبْدَاله ؟ وَأَبْدَلُوهُ وَغَلِطُوا فِي إِبْدَاله اهـ .

الأربعاء، 8 فبراير 2017

ضامن على الله ؟

من أسباب الرزق بغير حساب .
------------------------------
عن أبي أمامة رضي الله عنه - مرفوعا-  قال : ((ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ ، رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ ، وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ ، وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلامٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ .)) الحديث حكم بصحته: الحاكم وأقره الذهبي، وابن القيم، والألباني، وحسنه ابن حجر.
الشرح : 
قال المناوي في "فيض القدير" (3/ 319):
(ثلاثة كلهم ضامن على الله) أي مضمون على حد {عيشة رضية} أي مراضية أو ذو ضمان كالقاسط والابن فهو من باب النسب ذكره البيضاوي وسبق نحوه النووي في الأذكار فقال: معنى ضامن صاحب الضمان والضمان الرعاية للشيء كما يقال تامر ولابن أي صاحب تمر ولبن (رجل خرج غازيا في سبيل الله) أي لإعلاء كلمة الله (فهو ضامن على الله) الآية {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله} ولا يزال مضمونا عليه (حتى يتوفاه) الله (فيدخله الجنة) برحمته (أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة ورجل دخل بيته بسلام) أي لازم بيته إيثارا للعزلة وطلبا للسلامة من الفتنة أو المراد أنه إذا دخله سلم على أهله ائتمارا بقوله سبحانه {إذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم} قال الطيبي: والأول أوجه وبملاءمة ما قبله [ص:320] أوفق لأن المجاهدة في سبيل الله سفرا والرواح إلى المسجد حضرا ولزوم البيت اتقاء من الفتن أخذ بعضها بحجزة بعض (فهو ضامن على الله) قال النووي رضي الله عنه في الأذكار: معناه أنه في رعايته وما أجزل هذه العطية وقال الطيبي: عدى ضامن بعلى تضمينا لمعنى الوجوب والمحافظة على سبيل الوعد أي يجب على الله وعدا أن يكلأه من مضار الدنيا والدين ولم يذكر الشيء المضمون به في الثالث اكتفاء بما قبله

لا تحزن؟

إذا اشتدت المحنة وضاقت وظن أنها النهاية ، قيل خد الفرج وزيادة .
فلا تبتئس ولا تحزن .
قال الله تعالى :" حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا                        فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ۖ".يونس. 

الأحد، 5 فبراير 2017

مقولة وبيان؟

بسم الله الرحمان الرحيم .

مقولة وبيان.
------------
من قال لا أستطيع ؟ ، قيل له : جرب .


لا أستطيع : ليس بوسعي القيام بعمل ما .
يقال للعبد حينها جرب: أقبل وأقدم على التجربة ،  فقد تقوى وتنشط حين مباشرتك العمل  .
- في الشريعة لا يجوز تكليف النفس ما لا تطيق ، قال الله تعالى :" ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به".
 لكن يقع اللوم على المتكاسل والمتوانيّ والعاجز وقد تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من العجز والكسل لأنهما سبب الفشل والتعطيل .
لذلك يجب دفع أمثال هؤلاء للعمل وتنشيطهم وكسر جمودهم ، ويقال لهم : جرّبوا .
-والتجربة : يجب أن تكون في ما فيه مصلحة .
أما ما فيه مضرة ومفسدة ، فلا يجوز تجربته .
كمن قال : لا أستطيع شرب الدخان أو مخدر أو مسكر مثلا : قيل له جرب .
أو جرب فعل منكر أو فاحشة مثلا .
 فهذه كلها لا يجوز قربها أو تجربتها لأنها من المفاسد .

او جرب الإقدام على مخاطر ترى فيها الهلاك ، فلا يجوز الإقدام عليها لقول الباري سبحانه وتعالى :" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".
التجربة والمخاطرة والإقدام :
--------------------
التجربة :الإقدام على فعل الأشياء بغية اكتساب معرفة وعلم وخبرة بها .
 وهي تنمي المعارف وتدفع عجلة التقدم وبها استطاع الإنسان أن يعمر الأرض ويطور حياته ويسهّل فيها معاشه .
المخاطرة :هي من الخطر ،  الإقدام على فعل الأشياء مجازفة وإجتراء .

ومعظم التجارب تعتمد على العقل والفكر ، ويغيب عن معظم المخاطرات العقل والفكر وغالبا ما تنتهي بكوارث .
الإقدام : الجرأة والشجاعة والصبر، وتحمل أعباء ومشقات كبيرة بغية تحقيق الأهداف والوصول للمرغوب والمطلوب ،  وقد عبر الله عنه بالعزم ، قال جل وعلا"

  
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ". ويجب أن يكون في الجماعة أو القوم أو البلاد أو الأمة ، أولوا عزم وإقدام وشجاعة و بهم تقوى شوكة الناس وتشتد سواعدهم ، لتستمر عجلة الحياة .
وقد كان من الأنبياء أولي عزم ، ضاعفوا جهادهم واجتهادهم وحققوا بذلك فلاحا ونجاحا لأقوامهم وفازوا فوزا مبينا .
وبالتالي فالمقولة : تشير إلى طلب التجربة لغرض المعرفة العلمية النافعة أو النشاط وبعث الحيوية في الآخرين .
 قال الله تعالى : "وقل رب زدني علما " ، الزيادة لا تكون إلا بطلبها فهي لا تتنزل على العباد تنزيلا ، ولكن تأتي بالإجتهاد والتجارب وحتى الهجرة .
 من الواقع : كم من عالم تجريبي أثناء تجربته اطلع على أمور لم يكن يعرفها من قبل ، فزادته علما ومعرفة وكانت سببا في اكتشاف علوم أخرى استفاد منها الناس في حياتهم .
نقول : أن التجربة دواء للمتكاسلين والخاملين .
 للعلم فقد يحقق هؤلاء الكسالى والخاملين بإقدامهم وكسر الحواجز التي حالت بينهم وبين جدهم واجتهادهم ، ما لم يحققه الأبطال والرجال من قبلهم .
فهيا هبوا للعمل واتركوا الوهن والكسل .
قال الله تعالى :" يا أيها المدثر * قم فأندر".
أي : دع النوم وأقبل على العمل .
 فقط هي إشارة إلى ترك النوم والإقبال على العمل ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف له كسل ولا خمول ، فحياته قبل وبعد الوحي كلها جد واجتهاد .
اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل واهدنا اللهم للجد العمل .