الأربعاء، 7 مايو 2014

حقيقة الزهد؟ :
***********
عتغريدة في حديث.
------------؟
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فقال: يارسول الله دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: ''ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس'' حديث حسن رواه إبن ماجه رحمه الله .
-----------؟
معنى الزهد : زهد في الشيء :أعرض عنه وتركه.
----------------------
فوائد منتقاة :
*********؟
- سؤال الصحابة رضي الله عنهم عما فيه نفعهم في العاجلة والآجلة .
-الرغبة في المحبة : وهي الغاية والهدف لكل الناس على مختلف أوصافهم وأصنافهم .
- و إذا كانت النُّفوسُ كِباراً --- تَعِبَت في مُرادِها الأجسامُ .
فمحبة الله ليست بالأمر السهل فهي منتهى الآمال .
والنفوس جبلت على حب الدنيا وزين لكثير من الناس حب شهواتها ولذاتها وهيهات أن يجتمع حب الله وحب الدنيا في قلب واحد ، كما لا يجتمع الماء والنار في كوب واحد .

فالكيس الفطن الوسطي المعتدل هو من جعل الدنيا في كفه وحب الله في قلبه فينال ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخر .

والعاجز الجاهل من خاض في حلالها وحرامها يخبط خبط عشواء ويتمنى على الله الأماني .

حقيقة الزهد في الدنيا : هو اجتناب ما حرمه الله فيها وتحري حلالها وطيباتها .
وليس معنى الزهد تركها بالكلية .

محبة الناس تكتسب بعدم الطمع بما في أيديهم من مال ومتاع .

ومن كان يرجو ثواب الدنيا والآخرة فليكن طمعه في ما عند الله وهديه في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر.".

نسأل الله أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب العمل الذي يقربنا إلى حبه .

الثلاثاء، 6 مايو 2014

الدعاء والرجاء.
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " -:قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِيْ، يَا ابْنَ آَدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيْتَنِيْ بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لقِيْتَنِيْ لاَتُشْرِك بِيْ شَيْئَاً لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغفِرَةً." رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقال: حَدِيْثٌ حَسَنٌ
------------
مفردات :
رجوتني: رَجَا النَّجَاحَ : أمَّلَهُ.
عنان : السحاب ، عَنَانُ السَّمَاءِ : مَا يَبْدُو لَكَ مِنَ السَّمَاءِ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا.
فراب : قراب الشيء: ما قارب قدره.
العفو هو: عدم المؤاخذة بالجريرة .
وأما المغفرة فهي: ستر الذنوب .

****
يا ابن آدم : نسبة للأب الأول –آدم عليه السلام- وهذه النسبة للتذكير بما وقع فيه من خطيئة وكيف كان موقفه منها .
فالإنسان ابتداء بآدم خلقه الله وركب فيه نفس قد تأمره بارتكاب الفواحش والمنكرات .
وقد يستجيب العبد الضعيف لمطلبها ويضعف أمام ذنب أو فاحشة فيقترفها وقد تكون كبيرة من كبائر الذنوب ثم قد يشعر بعدها بالندامة فيلوم نفسه ويؤنبها ثم يطلب النجاة والمخرج مما حل به من ضيق وهم وغم .
هنا لا يجد العبد المذنب التائب من ينفذه ويسكن جراحاته ويشفي آهاته ويفرج عن ضيقه سوى الله " ومن يغفر الذنوب إلا الله"،فمغفرة الذنوب والخطايا ليست لأحد سوى الله .
فلك أيها التائه الحيران أن تطرق باب الرحيم الرحمان وتمد إليه بأكف الضراعة فتدعو وكلك أمل في أن يمدك بالعون ويكشف عما حل بك من هم وغم ."أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء"،
هذا الحديث يعتبر بوابة التائهين والتائبين الراجين لعفو الله ومغفرته .
يدعو الباري سبحانه وتعالى بني آدم في كل الأزمنة والأمكنة إلى واسع فضله وكرمه ، ويبين لهم طريق نيل ما عنده من العفو والمغفرة فهو يقبل توبة من تاب إذا أقبل عليه بكليته قلبا وقالبا يرفع إليه يديه متضرعا سائلا مولاه راجيا عفوه طامعا في ثوابه .
فإذا تحقق شرط الله في العبد تحقق وعد الله له " والله لا يخلف الميعاد"،
إذا دعاه لوحده دون وساطة ولا شراكة مقبلا بقلبه على ربه فلو أن العبد حينها بلغت ذنوبه ما بينه وبين السماء أو ملأت الأرض بكاملها فإن الله يقابله بكل خطيئة عفو وبكل سيئة حسنة " ويبدل الله سيئاتهم حسنات."

وقفة : سبحان الباري مولانا يقابل السيئة بالحسنة ويقابل الذنب بالعفو ، يستر العورات ويقيل العثرات ويعفو عن الزلات ، فماذا بعد هذه المنن سوى شكر مسديها بطاعته والإستجابة لنبيه صلى الله عليه وسلم .
وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
فاللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم واعف عنا فإنك أنت العفو الكريم .

لا تظهر الشماتة :
************
عن واثلة بن الأسقع , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تُظْهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك" ، رواه الترمذى وقال : حديث حسن
********
راوي الحديث :
------------------

واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل الليثي الكناني، كنيته أبو شداد، صحابي من أهل الصفة. ولد في ناحية بالمدينة المنورة سنة 22 قبل الهجرة، أسلم قبل غزوة تبوك سنة تسع وشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم. وخدمه ثلاث سنين.
--------------------
مفردات : شمَت بعدوِّه : فرح بمكروه أصابه :" فَلاَ تَشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ ",
الشَّمَاتَةُ بِالنَّاسِ : أَيِ الْفَرَحُ وَالاغْتِبَاطُ بِبَلِيَّةِ الآخَرِينَ أَوْ بِالأَعْدَاءِ .
يبتليك :بَلا الشَّخصَ : جرّبه ، اختبره وامتحنه " وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ",
----------
الشماتة هي : أن تعير أخاك بذنب أو نقص أو صفة ذميمة فيه وغيرها .
وهذا من جملة الأسباب التي تزرع الحقد بين الناس وتنشر العداوة والبغضاء .
البشر فيهم عيوب ونقائص ولا يسلم أحد من ذلك فكل بني آدم خطاء .
ونحن أمرنا أن نتعامل بالستر والنصيحة .
وأن نكره للناس ما نكرهه لأنفسنا .
وهذا ما يجب أن يكون عليه مجتمع الإيمان بكامله لا نقصي منه أحدا عالم وجاهل قوي وضعيف سليم وضرير غني وفقير فالكل سواسي والجميع كمثل الجسد الواحد .
عن علي رضي الله عنه قال: " :"المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم. ويرد عليهم أقصاهم. وهم يَدٌ على من سواهم. ألا، لا يقتل مسلم بكافر، ولا ذو عَهْد في عهده" رواه أبو داود والنسائي .
إظهار الشماتة : فقد يكره العبد من أخيه شيء فيسر ذلك ولا يتحدث به مع الناس فيستر أمره فهذا شيء لا ضير فيه .
لكن حرام عليه أن ينشر عيب أخيه بين الناس وربما سخر منه وانتقص من قيمته واحتقره وتعدى وبغى عليه وهنا تتدخل عدالة الرب جل وعلا فقد يعافي الله تعالى هذا المبتلى بما فيه ويبتلي الآخر بنفس العيب .
عدالة الرب عز وجل لا تظلم أحدا ولا تحابي أحدا .
فيا سعادة من ستر على المسلمين ما فيهم من عيوب فيستر الله عليه عيوبه في الدنيا وفي الآخرة .
وستر الآخرة أعظم يوم تبلى السرائر وتكشف ما في الضمائر فما للعبد حينها من قوة ولا ناصر .
اللهم استر عيوبنا وأغفر زلتنا وعافنا واعف عنا .
حديث الرفق :
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((إن الله يحب الرِّفق في الأمر كله))؛ متفق عليه.
مفردات:
رَفَقَ بِحالِهِ :حن وعطف عليه .رفق في السير : قصد واعتدل .والرفق : مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأ‌مور، والتدرُّج فيها، وضده العنف الذي هو الأ‌خذ فيها بشدة واستعجالٍ؛-
وقفة : الباري سبحانه وتعالى من صفاته الرفق والحلم فهو رفيق في أفعاله وفي أمره ونهيه وسبق حلمه غضبه وسبقت رحمته عقابه .فالرفق هو من سنن الله تعالى في كونه فمن وافق هذه السنة وعمل بها في حياته فإنه يصوننفسه من أشياء كثيرة قد تلحق به الضرر وتعرضه للخطر .والذي يتعامل بالرفق يصيب وقلما يخطئ حتى ولو أخطأ فالضرر قليل .مثلا : الذي يسير متأنيا على مركبه من سيارة وغيرها ، فإنه مصان بحول الله فلو قدر الله حادثا ما فإن الصرر يكون خفيفا .بعكس الذي يسير بعنف ذون تأن ولا ترو ولا تؤدة فإن نهايته أليمة وعاقبته وخيمة .
الرفق بالنفس :قال الله تعالى :" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.".فلا يأمر الله تعالى إلا بما تطيقه النفوس ولا يجبر أحدا بما لا يستطيع القيام به قال جل وعلا :" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر."،وعن عائشة رضي الله عنها َأنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ قَالَ « مَنْ هَذِهِ » . قَالَتْ فُلاَنَةُ . تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا قَالَ « مَهْ ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا » وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ" رواه البخاري ومسلم.وهكذا الحال في عمل الدنيا يجب على الإنسان أن لا يكلف نفسه ما لا تطيق وأنتم متى تكلفتم من العمل والعبادة ما لا تطيقون وأسرفتم لحقكم الملل وضعفتم عن العمل ، فانقطع عنكم الثواب بانقطاع العمل.
الرفق بالأولاد : هو وقود التربية الصالحة وهو سبب بركة البيوت ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.فليكن الإنسان حكيما رفيقا في أموره كلها حتى يبقى نفعه ويتواصل عطاؤه .


----------------
الإبتلاء والصبر عليه :
**************
عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم :
"من يرد اللَّه به خيرا يصب مِنْه " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
------
معنى يصب منه : أي يبتليه ببعض المصائب والشدائد وغيرها من الإبتلاءات .
والحديث يبين أن الإبتلاء ليس عذاب يسلطه الله على الفرد أو الأقوام ولكن قد يكون هذا الإبتلاء تكريما لهم وتمحيصا ورفعة لهم في الدرجات .
موقف الناس من البلاء :
-------------------------------
من الناس من يتضجر ويصخب ويستاء حين ينزل به بلاء وربما لام القدر ولسان حال بعض الناس : ماذا فعلت حتى أبتلى بهذا؟ هل أحرقت مصاحف أو مساجد؟ وغيرها من الشكاوى الدالة على عدم تقبل البلاء ، وهؤلاء لهم السخط عياذا بالله يقول النبي صلى الله عليه وسلم :"«فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ».
ومنهم من يصبر ويحتسب ويرضى ولسان حاله قدر الله وما شاء فعل فهؤلاء لهم الرضا ولهم من الله ثوابا عظيما وسوف يعوضهم الله بأحسن ما أخذ منهم قال الله تعالى :" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}
من ثواب الصبر على المصيبة :
***********************
- صلوات الله : وهي ذكره والثناء عليه في الملأ الأعلى .
- رحمة الله به: تغمده بواسع رحمته وإنزال السكينة في قلبه .
- هدايته إلى التي هي أقوم ، فيهدي قلبه للصبر والإحتساب وما فيه الرضا .
مجاجة القول :
------------------
فليصبر أهل البلاء وليعلموا أن الله أراد لهم الخير واصطفاهم لواسع كرمه وفضله وليقابلوا قدر الله بالتسليم والتفويض له وليخففوا شدة المصائب والشدائد بذكر الموت والرجوع لله وذكر إبتلاء الأنبياء والصالحين من عباد الله ، وليستبشروا بكرم الله وفضله وتعويضه ونقول ما قاله الباري سبحانه وتعالى :" إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.".
فاللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة .
.


فضل يوم الجمعة:
**************
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال: { خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة } [مسلم].
-------
من فضائل يوم الجمعة :
*خير الأيام وعيد أهل الإسلام .
**هدى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليوم الجمعة بعد اختلاف أهل الكتاب فيه .
روى البخاري ومسلم عن أبي هُرَيرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا. ثم هذا يَومُهم الذي فَرض الله عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تَبَعٌ، اليهود غدًا، والنصارى بعد غد » لفظ البخاري.
وفي لفظ لمسلم: « أضل الله من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد. فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضي بينهم قبل الخلائق » .
***من خصائصه أن الدعاء فيه مستجاب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه - وقال بيده يقللها } [متفق عليه].
****يوم لمغفرة الذنوب والخطايا والزيادة في الدرجات عن سلمان قال: قال رسول الله : { لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى } [البخاري].
*****من كرم الله فيه أنه من مات يوم أو ليلة الجمعة وقاه الله من فتنة القبر
عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر } [أحمد والترمذي وصححه الألباني].
نسأل الله تعالى حسن الخاتمة وأن يجعلنا ممن يعظمون سعائره .


إيصال الخير للغير :
**************
عن أبي هريرة رضي الله عنه و أرضاه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال -بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له , فغفر له ) متفق عليه , و في رواية لمسلم : ( مر رجل بغصن شجرة علي ظهر طريق فقال و الله لأنحين هذا عن المسلمين لا يٌؤذيهم فأٌدخل الجنة ) .
المفردات :
أخره : جعلَه بعد موضعه .شَكَرَ عَمَلَهُ : كَافَأَهُ عَلَيْهِ ، أَثَابَهُ عَلَيْهِ .أنحين :تَنَحَّى زال وبَعُد .
---------
وقفة : الإسلام دين كمال وجمال وامتداد للأجيال .
والإسلام بمثل هذه التعاليم يبقى مهيمنا على كل الأديان والمناهج والأنظمة إلى قيام الساعة .
فيد ابن الإسلام ليست مقتصرة على نفع صاحبها فحسب بل يده ممتدة لنفع غيرها ومشاركة الجميع في الأتراح والأفراح وفي جلب كل خير ودرء كل شر .
فهذا رجل ممن ولج الإيمان قلوبهم وذاق حلاوته وصفى أكداره وأوزاره فأصبح همه ليس في نفسه بل في إخوانه .
فبينما هو يسير في الطريق رأى جدع شجرة أو شوكا يعترض مسار الناس فأحس بمعاناة إخوانه ،فربما تحولوا عن الطريق ووجدوا في ذلك مشقة ففكر في تيسير أمورهم ورفع الحرج والضيق عنهم فأخر الغصن وأزال الشوك عن طريقهم وشكر الله على ذلك .
**إن من أهداف الإسلام أن يرفع بتعاليمه القيمة الحرج والضيق والعنت عن الناس ،وهذا الرجل قد وافق مراده مراد الله تعالى في قوله :" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر."، فكان حقا على الله أن يثيبه ويجزيه بأفضل ثواب وخير جزاء فغفرله وأدخله الجنة .
المجاجة : الإسلام بتعاليمه السمحة يريد التيسير والتخفيف على الناس ومن كان على هذا النهج ووافق هديه هدي الإسلام ومراده مراد الله ورسوله في رفع الحرج والضيق عن الناس كان أقرب لرحمة الله من غيره قال جل وعلا :"إن رحمة الله قريب من المحسنين.".
اللهم اهدنا لما فيه الخير واجعلنا ممن ينفعون الغير وارزقنا كما ترزق الطير .


لا تغتر بالكثرة:
**********
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة )متفق عليه.
****
مفردات : الإِبِلُ : الجمال والنُّوق ، لا واحد له من لفظه ( مؤنث ) . والجمع : آبالٌ . الرَّاحِلَةُ من الإِبل : الصالحُ للأَسفار والأَحمال ،والجمع : رواحل .
-----------
ما قيل في الحديث :
--------------------------
*قال الأزهري: الراحلة عند العرب الجمل النجيب والناقة النجيبة والهاء فيها للمبالغة كما يقال رجل فهامة ونسَّابة ، قال : معني الحديث أن الزاهد في الدنيا الكامل في الزهد فيها والراغب في الآخرة قليل جداً كقلة الراحلة في الإبل ).
*وقال آخرون : أن معناه أن المُرض الأحوال من الناس الكامل الأوصاف قليل فيهم جداً كقلة الراحلة في الإبل.
*يقول الحافظ في الفتح : ( المعني لا تجد في مائة إبل راحلة تصلح للركوب ، لأن الذي يصلح للركوب ينبغي أن يكون وطيئا سهل الانقياد. وكذا لا تجد في مائة من الناس من يصلح للصحبة ، بأن يعاون رفيقه ويلين جانبه).
----------
وقفة : الناس في أحوالهم وأعمالهم كمثل الإبل فلا تكاد تجد من بين المائة منها واحدة صالحة للركوب مهيئة للأسفار معدة لخوض الغمار .
فالكثير من خلق الله قديما وحديثا لا تجد منهم إلا القليل ممن صلحت أحوالهم واستقامت أعمالهم وخلصت لله نياتهم وكثيرا ما تجد في القرآن آيات تلمح لهذا الأمر كقول الباري سبحانه وتعالى :" وما آمن معه إلا قليل."،وقوله سبحانه :" وقليل من عبادي الشكور."،وقال :"فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ"،
ما يستفاد من الحديث :
-----------------------------
1-الدعوة إلى اختيار الصحبة الصالحة
2-لا تغتر بالكثرة من الناس إذا كانت على باطل.
3-الحث على مخالطة الناس والصبر على آذاهم.
4-الدعوة إلى الإصلاح إذا عم الفساد وكثر .
المجاجة :
*******
إياك والإغترار بالكثرة ، فكثرة الناس واجتماعهم على أمر ليس معناه أن الحق قد عقد في نواصهم بل يرشد النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا تكاد تجد من المائة منهم رجل واحد على السداد والرشاد .
حكمة مستخلصة :
-----------------------
الكثرة لا تبطل حقا ولا تحق باطلا .
والله المستعان .

عناصر البناء والبقاء:
**************
عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( أتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي و قال : حديث حسن
**********
مفردات : اتق : قوّى الشّخْص بالشّيء: تشدَّد وكان ذا قُوَّة ،حيثما كنت:أينما وجدت ،اتبع : اتَّبَعَ الشيءَ : سارَ وراءَهُ وتَطَلَّبَهُ ،تمحها : محتِ الرِّيحُ الأثر : أذهبته ، أزالته ، طمسته .
إعراب :
حيثما : اسم شرط مبنيٌّ على الضمّ في محل نصب ، يجزم فعلين ؛ الأول فعل الشرط ، والثاني جوابه ، مكوّن من حيث الظرفية المكانية المتضمّنة معنى الشرط ، ما الزائدة التي منعتها من الإضافة .
----------
موضوع الحديث :
*************
الدعوة إلى مراقبة الله في السر والعلن في الخفاء والجلاء في الغيب والشهادة ،والتوبة مع العمل الصالح ، والمعاملة بالحسنى .
المعنى الإجمالي :
**************
من لوازم الثبات والسداد والرشاد تقوى الباري سبحانه وتعالى واستحظار خشيته حيثما حل الإنسان وحيثما وجد ، ومتى غفل الإنسان ونسي ذكر ربه خاض في المنكرات وانجر لفعل السيئات .
والإنسان قد يضعف إيمانه ويقينه بربه وتسول له نفسه اقتراف ذنب أو خطيئة وربما شعر الإنسان بالندم من جراء صنيعه فعليه أن يبادر بالتوبة النصوح وإلى الأعمال الصالحة التي تكفر عنه السيئات وتحط عنه الزلات .
ومما ينبغي للتائب المنيب القيام به أن يوطد نفسه على الأخلاق الحسنة ويغير من سلوكه مع مجتمعه ومع الناس ليتبين للناس صدق توبته فيغير الناس من نظرتهم له فيأمنونه وتستمر حياته معهم في أمان واطمئنان ،والمسلم من سلمه الناس والمؤمن من أمنه الناس .
المجاجة :
*******
عناصر ثلاث هي لبنات لقوة الفرد والجماعة ولبقاء تماسكه :
- تقوى الله تعالى وخوفه وخشيته .
-عدم اليأس والقنوط من رحمة الله .
-المعاملة الحسنة لكل الناس .
-------------------------------------
الحكمة المستبطة:أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس.
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .


الجنة حرام عليها.
**************
عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ " رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان وحسنه الترمذي
-------
ثوبان رضي الله عنه :ثوبان مولى رسول الله ، كنيته : أبو عبد الله ،وهو ثوبان بن بجدد من أهل السراة, والسراة موضع بين مكة واليمن, اشتراه ثم أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخدمه إلى أن مات، ثم تحول إلى الرملة ثم حمص ومات بها سنة أربع وخمسين،.
-----------
المفردات : أيما :اسم شرط مركب من ( أيّ ) الشرطية و ( ما ) الزائدة ،
البأس: الضرر، المانع، الحرج .
---------------
أقوال في الحديث :
يقول الأحوذي في شرحه على الترمذي: (من غير بأس) أي من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة.
ومن أمثلة هذا البأس: سوء العشرة، وكرهها له بحيث لا تطيق العيش معه، والإضرار بها من حيث الوطء ونحو ذلك.
-------------
المعنى العام : سؤال المرأة الطلاق من زوجها ذون عذر شرعي كبيرة من الكبائر تستوجب غضب الرب عز وجل وتحيل بينها وبين دخول الجنة .
----------
الإسلام دين يدعو في معظم تعاليمه إلى الترابط والتكامل بين جميع أفراده ويثيب على كل من يدعو إلى تقوية هذه الروابط والصلات الثواب الذي لا تجده حتى في الصيام والقيام من نوافل العبادات ،عنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ".قَالُوا: "بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ" قَالَ:" إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ". أخرجه أحمد .
ومن أعظم هذه الصلات والروابط بعد صلة الرحم صلة النسب خاصة التي تجمع بين الزوجين المتكون منهما بناء المجتمع الإنساني فبصلاحه وقوته صلاح وقوة المجتمع وبفساده وهشاشته فساد وهشاشة المجتمع.
وخير أسوة لنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان زوجا لعدة نسوة رضي الله عنهن وكان نعم الزوج وكن نعم الزوجات
وقد يقع الخلاف وتحدث المشاكل وهذه سنن الله تعالى في خلقه ،وقعت حتى للخيرة من خلق الله ، لكن هذا لا يعكر صفو الحياة ولا يهدم البناء الأسري ، بل يجب أن يكون ذلك دافعا لتصحيح الأخطاء وتصليح الإعوجاج الذي يكون في بعض فترات الحياة ، ليستمر المسير على النهج السليم .
والزوجان ينبغي لهما العلم بحوادث الدهر المتقلبة فدوام الحال من المحال ، خاصة المرأة التي ينبغي لها أن لا تنفعل في أول لحظة من لحظات الشدة التي هي من السنن الكونية .
وقد يؤدي انفعال المرأة وتسرعها إلى هدم أعظم رابطة في هذه الحياة وتشتيت أسرة تعبت في تكوينها أجيالا .
فتكون أشبه بتلك المرأة التي تنسج نسيجها وعند إتمامه في أحسن وأبهى صورة تنقضه لتعيده من جديد قال سبحانه وتعالى :" وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا"،امرأة خرقاء كانت بمكة كلما غزلت شيئاً نقضته بعد إبرامه .
والمرأة التي تدفع بزوجها للطلاق بأي سبب من الأسباب هي امرأة عمياء خرقاء تهدم بشمالها ما تبنيه بيمينها ، وتقدم على تشتيت أسرة وتيتيم أبناء ونشر عداوة بين الأنساب دون ترو ولا تتبث فكانت أسرع إلى النار من أي مخلوق آخر .
--------
وصية :
*****
وأحســن أيام الهوى يومك الذي *** تهــــدد بالتـــحريش فيه وبالعتب
إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضى *** فأيـــن حلاوات الرسائل والكتب
------
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة .


البكور للصلاة:
***********
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله { قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر" رواه البخاري.
-------
المفردات :
راح : ذَهَب ، بدنة : الجمع : بَدَنات و بُدْن و بُدُن وهي الناقةُ أو الجمل، أقرن : ما كان له قرنان .
----------
ما قيل في الحديث :
-------------------------
" راح في الساعة الأولى ": قال ابن الأثير: وفيه " من راح إلى الجمعة في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة " أي مشى إليها وذهب إلى الصلاة،
«قرب بدنة» البدنة: ما يهدى إلى بيت الله الحرام من الإبل والبقر، وقيل: من الإبل خاصة، أي كأنما أهدى ذلك إلى الله عزوجل، وأما جعله الدجاجة والبيضة من الهدي وليس بهدي إجماعاً، فإنما حمله على ما قبله تشبيهاً به وأعطاه حكمه مجازاً، وإلا فالهدي لا يكون إلا بقرة أو بدنة، والشاة فيها خلاف .
قال المنذر : وقد اختلف أهل العلم في وقت الرواح إلى الجمعة، فقالت طائفة، الخروج بعد طلوع الشمس والغدو إلى المسجد أفضل، كان الشافعي يقول: " كلما قدم التبكير كان أفضل لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولأن العلم يحيط بأن من زاد في التقرب إلى الله كان أفضل
--------------------
المعنى العام : الحديث يبين فضل البكور لصلاة الجمعة والحث على ذلك .
----------
يوم الجمعة من أيام الله المفضلة وقد جاءت أحاديث كثيرة تبين واجب المسلمين نحن هـذا اليوم وجعله مميزا على غيره من الأيام .
فمن سننه الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الغسل والإغتسال والتطيب ولبس نظيف الثياب وأبيضها والمشي لها مع كثرة الـذكر فيه .
وبين يدينا هذا الحديث الــذي يبين ان من تعظيم هذه الشعيرة التبكير لها والـذي هو دليل على اهتمام المسلم بهـا.
ومن الترغيب والحث على المحافظة على هـذه الصلاة أن جعل للمجتهدين فيها والمنشغلين بها ثوابا عظيما .
فكلما بكر العبد للصلاة كان قربه من الله أكبر .
وتفاوت الناس في الثواب والأجر بقدر تفاوتهم في الإيمان واليقين والتعظيم ،اللهم إلا إذا كان للعبد عــذرا .
وانظروا للمتخلف عن هـذه الصلاة والـذي يأتي في آخر الوقت كم فاته من ثواب وأجر .
وما نراه اليوم من تهاون وتكاسل كثير من المسلمين عن هذه الفريضة ورواحهم في الساعات المتأخرة ومنهم من يأتي عند سماع إقامة الصلاة دليل جهلهم وقلة علمهم وضعف اليقين بربهم وزهد كثير منهم في ما عند الله .
فالتقوى التقوى عباد الله ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .
اللهم إنا نسألك السداد والرشاد .


خصوم للحي القيوم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم -وعند ابن حبان وابن خزيمة : ومن كنت خصمه خصمته-: رجل أعطي بي ثم غدر، ورجل باع حراً وأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره)
ــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات : خصام : خِلاَفٌ ، نِزَاعٌ ، جِدَالٌ ، مُنَازَعَةٌ، خصم : مخاصم ، منافس ، مزاحم ، معاد. غدَر بفلان : خانه ، نقَض عهدَه وترَك الوفاء به ــــ " اِسْتَأْجَرَ عُمَّالاً " : شَغَّلَهُمْ أُجَرَاءَ ( مفرد أجِير ). مُقابِلَ أُجْرَةٍ.
ــــــــــــ
المعنى العام : معاملات تستوجب غضب الرب عز وجل .
ــــــــــــــــــ
الإسلام دين معاملة وتعاليمه تدعو إلى الرفعة والسمو بالإنسان إلى مراتب الأتقياء والأوفياء وتبعده من دركات الوحوش الضارية التي لا ترقب في البشر إلا ولا ذمة ، همها الدنيا والحصول على متاعها بأي وسيلة كانت حتى ولو بالغدر والخيانة والمكر والخديعة .
والإسلام يريد أن يحقق للبشرية جمعاء حياة آمنة مطمئنة يعيش الناس في كنفها آمنين على أعراضهم وأموالهم ودمائهم.
وجعل الويل والثبور لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الناس والتعدي على أموالهم وأكلها بالباطل .
1-من عظيم الجرم أن الإنسان لما يشتد حرصه على الدنيا يسعى فيها لاهثا وراء كسب شهوتها ولـذتها بأي ثمن كان حتى ولو على حساب دينه وآخرته .
فتراه يبيع ويشتري بالله ويجعل الله عرضة لأيمانه فيكثر الحلف بالله ليشتري به ثمنا قليلا قال الله تعالى :" إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" ..
2-وآخر يتاجر بخلق الله تعالى فيبيع الحر ويأكل ثمنه، وهنا نذكر ما ظهر في زماننا من وحشية فاقت كل التصور فمن الناس من يقوم بسرقة أعضاء الأحياء فيبيعونها بأغلى الأثمان ، فظهرت مؤخرا سرقة الولدان لغاية نزع بعض أعضائهم وبيعها ، هناك من تجرى له عملية جراحية على عضو فيقوم المجرمون بسرقة بعض أعضائه ، وبهـذا فقد وصلت البشرية إلى أسفل دركات الانحطاط وهم بهـذا الصنيع أضل من وحوش البراري.
3-وآخر يستأجر أجيرا وعاملا بسيطا وضعيفا يسعى لقوت عياله الفقراء والضعفاء فيقوم هذا العامل البسيط بكامل واجبه ويستوفي لصاحبه العمل كاملا دون نقص فيه ، لكن حين تسديد أجرة العمل لا يف صاحب العمل بوعده فينقصه حقه ، وتجد أن البعض يستغل ضعف العامل فلا يعطه شيئا ويقول له اذهب إن شئت للقضاء ،فلا يجد هذا الضعيف إلا أن يشكوه للقوي المتين .
هذه أصناف بشرية انسلخت من إنسانيتها وأصبحت شبيهة بالحيوانات البرية التي لا ضمير لها ولا رحمة ولا شفقة فكان حقا على الله أن يخاصمها ويكون ندها يوم المآل والرجعى يوم تجزى كل نفس بما تسعى .
ومن كان الله خصمه ونده قصمه وهده .
نسأل الله المعافاة .

----------------
الباقيات الصالحات :
----------------------
---عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلامن صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له "
رواه مسلم .
--------------------
المفردات :
----------
انقطع: عَنِ العَمَلِ : تَوَقَّفَ ،جارية : متَّصلة ، يستمر ثوابها حتى بعد وفاة صاحبها إلى يوم القيامة .ينتفع : انتفع به: حصَل منه على مَنْفَعَةٍ .
----------
المعنى العام : الدعوة إلى العمل قبل حلول الأجل.
----------
خلق الله الإنسان وحثه على العمل لدنياه ولأخراه وبين أن له أجلا محدودا وعمرا معدودا إذا جاءه انقطع عمله وتوقف نفعه وعطاؤه .
لكن من جملة الأعمال الصالحة التي يتواصل نفعها وبالتالي يتواصل ثوابها لصاحبها حتى ولو بعد موته :
- الصدقة الجارية : وهي كل عمل خيري يطول أمده كبناء المساجد والمدارس والطرقات والمستشفيات وزراعة الأشجار وحفر الآبار وغيرها .
- العلم النافع: كتدريس العلم الشرعي والعلم الذي له منفعة عاجلة أو آجلة وتأليف الكتب ونشرها وغيرها .
- الولد الصالح : التربية الصالحة للأولاد تأتي ثمارها في حياة المربي وبعد مماته .
فائدة :
*****
هذه الأمور الثلاثة : تبين أن أعظم الثواب والأجر مترتب على إيصال الخير للغير ، وأفضل الناس عند رب الناس هو من يخدم عباد الله ويوصل بره وإحسانه إلى كل من حوله ويترك الأثر الطيب ويبقى نفعه متواصلا حتى بعد موته.
وأعظم الناس ثوابا الأنبياء والرسل الذين أناروا للبشرية طريق الهداية ولا يزال الناس يهتدون إليها إلى قيام الساعة .
ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ليوم القيامة
فسارعوا إلى هذا الثواب قبل حلول الأجل وانقطاع العمل .
والله المستعان والهادي إلى سواء السبيل.

الهدية :
******
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
"تَهَادُوْا تَحَابُّوا" رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ.
-------------
معنى الهدية :
------------------
الهَدِيَّةُ : ما يُقدَّم لشخصٍ من الأشياء إكرامًا له وحُبًّا فيه أو لمناسبة سارّة عنده قال سبحانه وتعالى :{ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ } .النمل35.
-------------
أقوال في الهدية :
---------------------
ما استعطف السلطان ، ولا استسل سخيمة الغضبان ، ولا استميل المهجور ، ولا استنجحت صعاب الامور ، ولا استدفعت الشرور بمثل الهدية.
إن الهديــــــــــــــة حلوة:::::::::كالسحر تجتلب القلوبا
تدني البغيض من الهوى::::::::حتى تصيـــــــــره قريبا
ويعيد معتضد العـــــداوة :::::::بعد نفرته حبيــــــــــــبا
------------
أحوال النبي صلى الله عليه وسلم مع الهدية :
-------------------------------------------------------
كان يقبل الهدية ويثيب عليها :
***********************
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان سول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها .(ومعنى يثيب عليها : أي يجازي المهدي بهدية أيضا ) .
أخرجه البخاري
كان يأكل منها :
***********
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام سأل عنه : أهدية أم صدقة ؟ فإن قيل صدقة قال لأصحابه : (كلوا ) ولم يأكل وإن قيل : هدية ضرب بيده صلى الله عليه وسلم فأكل معهم .
كان يأمر بها :
**********
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا( يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ).
الفرسن هو موضع الحافر ، والمراد أن النبي صلى الله عليه وسلم حث المرأة على الإهداء لجارتها والجود بما تيسر عندها ، وإن كان هذا المهدى قليلا فهو خير من العدم .
الحث على قبول الهدية :
*******************
أخرج البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح عن عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية ولا تضربوا المسلمين).
------------
دين متكامل يتساير مع طبيعة النفوس المجبولة على حب من أحسن إليها والميول لكل من التفت إليها التفاتة ولو بقدر ضئيل.
قد لا تؤثر المواعظ المتهاطلة كالمطر.
قد لا تجد هذه الدروس المتوالية والمتتالية مكانها من القلوب.
لكن تفعل هدية متواضعة ما لا تفعله موعظة الوعاظ .
الإنسان مفطور على رؤية الملموس والقرب من المحسوس.
وبالتالي فقد تؤثر هذه الحركة المادية البسيطة في قلب عدو فيصبح كأنه ولي حميم .
وقد تحرك نفسا يؤوسا فتعيد لصاحبها الأمل .
قد تزيد بهذه الهدية عزما ويقينا في شخص كاد يكل ويمل.
قد تبعث في مريض غلبه هم المرض قوة فينتصر على همه فيشفى.
هدية بسيطة قد تحبب بها بين متعادين.
قد تؤلف بها بين متخاصمين .
قد تجمع بها بين أطراف متنافرين .
قد تلين بها قلب الوالدين .
فالهدية كالماء : رطب ولين وسهل لكن يفتت الحجارة الصماء .
وهكذا الهدية تشفي القلوب الكلماء ،وتبعث الأمل والرجاء.
فلا تبخل بها على إخوانك .
ولا تمنع قليلها من جيرانك.
وتقرب بها لوالديك وأرحامك.
تعش بينهم محبوبا مكرما وتنقلب إلى الله سالما منعما.
اللهم ألف بين قلوبنا وانشر المودة والمحبة بيننا .


الأخوة في الله :
************
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه. 
-------------
حول حمى الحديث :
-----------------------
لا يؤمن : النفي هنا متعلق بالإيمان الكامل وليس الإيمان المطلق أو اللازم .
ويتحقق الإيمان اللازم بالشهادتين .
اما كمال الإيمان فيتحقق بمجاهدة النفس على كثير من أعمال البر والخير .
الحديث يبين أثر الإيمان الصادق في واقع الناس بحيث ثمرته تظهر في المحبة التي يكمل بها بناء الفرد والجماعة .
لطيفة : المحبة هي محبة الخير فقد يحب الإنسان ما لا يرضي الله ، والحديث مقيد بزيادة موضحة لهذا المعنى وهي:"لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه من الخير.".
--------------
المعاني السامية للإسلام :
الإسلام دين يدعو للكمال البشري منذ أن خلق الله آدم وعلمه وفضله وأكرمه وأسجد له خير خلقه .
ولن تبلغ البشرية درجة كمالها في صورته الجميلة حتى يطبقوا تعاليمه النبيلة التي تولد فيهم ذلك الشعور والإحساس بالآخرين .
فليس من الكمال أن يعيش الإنسان لنفسه ويحيا لذاته بعيدا عن الآخرين لا يحس بآلامهم ولا آمالهم .
إن الشعور بالأنا يقود للكبر والترفع وهو سبب غمط الناس وبطر الحق وانتشار الحقد والبغضاء وهذه عوامل هدم رابطة الصلة التي بها امتدت حياة الناس وجعل لها هذا الأمد البعيد منذ أن خلق الله الخلائق إلى قيام الساعة .
والإسلام هو عنصر الحركة الذي يترجم إيمان الناس لواقع عملي تعمر به الأرض وتحيا في ظله البشرية وكأنها جسد واحد على قلب رجل واحد آمالا وآلاما .
إن المتمعن لواقع الناس قبل بزوغ شمس الإسلام كانوا أشبه بوحوش ضارية تأكل بعضها البعض .
قبائل وعشائر من أسر واحدة مزقتها الحروب وشتت شملها العداوات وأبادت صلتها مظاهر السطو والإجرام فلا أبوة ولا أمومة ولا أخوة ولا حتى إنسانية تحد من تعديهم على الأعراض والأموال والدماء .
حتى جاء الإسلام وأنقذهم من هذه الحياة التي كادت أن تبيد العرب ويمحى أثرهم للأبد .
المجاجة : لا بقاء لنا ولا حياة ولا أثر يذكر حتى نعود لهذه التعاليم من الأخوة والمحبة والشعور بالآخرين ، وإلا نفعل فقد مضت سنة الأولين ولن تجد لسنة الله تبديلا ، وواقعنا يشهد على أن وعد الله منجز بخيره وشره ، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها .
ولن يصلح حال الآخرين إلا بما صلح به حال الأولين .
فالعودة العودة ياعرب لهدي نبينا ونهج سلفنا وإلا فالطامة عظيمة والنهاية أليمة .
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا واهد بنا .


ليشربن ناس من أمتي :
*******************
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الْأَرْضَ وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ".أخرجه ابن ماجه (2/1333 ، رقم 4020)وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (90،91).
-----------
المفردات :
------------
يعزف : عزَفَ لحنًا : أدَّاه على آلةٍ موسيقيَّة .المِعْزَفُ : آلةُ الطَّرَبِ كالعود والطُّنْبُورِ وغيرها.
يخسف : خَسَفَ الله بِهِمُ الأرْضَ : غَيَّبَهُمْ فِيهَا.
----------
يسمونها بغير اسمها : من أسماء الخمر: الراح – اللذة – العروس – الصافية ،ماء العنب أو ماء الشعير أو ما إلى ذلك،
-----------------------
العبرة بالحقائق : فالخمر تطلق على كل مسكر يذهب العقل ويخامره والقاعدة (كل مسكر حرام) ، فإذا سميت الخمر باسم غير اسمها الحقيقي كاللذة والراح وماء العنب وغيرها وظاهر هذه الأسماء الطيب والجمال والحسن فهذه الأسماء لا تغير من حقيقة الخمر ، فالعبرة بالحفائق لا بالألفاظ .
------------
هكذا الغناء : والذي له نفس تأثير الخمر على العقول وهو بريد الزنا والداعي لشرور كثيرة ، فقد يطلق على الغناء إسم الفن وعلى من يمارسه بالفنان والنجم وغيرها وهذا كله لا يخرجه عن حقيقته وأنه حرام ومن أسباب نشر الفساد وقد تبين ضرره وبان شره .
****
الله جل وعلا خلق الإنسان وكرمه بالعقل ورفع من قدره بأن أسجد له الملائكة وعلمه من مختلف العلوم والمعارف ما جعله خليفته في الأرض .
وطبيعة النفس البشرية تميل للدنيا وملذاتها وشهواتها مما يستوجب على العبد أن يضبطها بضابط الشرع وإلا نزلت به للأسفلين .
البشرية قبل الإسلام كانت أشبه بالحيوانات الغابية التي ليس لها هما سوى الأكل والشرب والجماع .
ثم أنقذهم الله بالإسلام الذي أعادهم لصوابهم وأعاد الركب لطريق الصواب فسارت قافلة الحياة بمن فيها على الحق المبين فطهروا الأرض من الخبث والخبائث فانتشرت طهارة القلب والقالب وعاش الناس في ظل الإسلام دهرا من الزمن ينعمون بالأمن والأمان .
ثم خلف من بعدهم خلف غيروا مجرى الركب وأقلبوه رأسا عن عقب وعادت الأمور كما كانت عليه قبل الإسلام بل هي أكثر وأخطر نظرا لما أتاح للناس من الوسائل لم تكن موجودة من قبل .
فالحديث يبين حال الناس في آخر الزمان وأنهم ركنوا للدنيا وشهواتها فخمر وزنا وغناء وسمر وبطر ، وشاع فيهم الغناء والرقص وجلبوا المغنيين والمغنيات وشربوا الخمر وسموها ب( الويسكي،والبيرا والريكار ) ،وباتوا في سكرتهم يعمهون وفي خوضهم يلعبون .
ربما يغتر بهم ضعفاء الإيمان ولسان حالهم يقول:"يا ليت لنا مثل "، لكن لو علم هؤلاء بحالهم عند الله لقالوا" ويكأنه " ،
فالله جل وعلا كشف لنبيه صلى الله عليه وسلم الحجب وأراه حال أمته في آخر الزمان كما شاهد ما آل إليه كثير منهم وهي النهاية الحتمية فخسف ومسخ ، فالخسف وقع في كثير من الملاهي ويقع بين الآونة والحين بحيث تنشق الأرض وتبتلع من فوقها ، أما المسخ وهو تغير شكل الإنسان وتحوله لشكل آخر كالقرد والخنزير وقد وقع لأشهر المطربين في عصرنا ويقع لكثير من الأشرار والمجرمين .
لطيفة : ربما قد يمسي الرجل في خمر ويبيت على أمر ويصبح وهو بين الناس عبد في كامل صورته لكن هو عند الله ممسوخا قردا أو خنزيرا عياذا بالله
المجاجة :
*******
لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ، فلنحذر عباد الله من غضب الله ورسوله ، ولا نغتر بما يفعله السفهاء منا فهي والله لعنة لحقت بهم بسبب ما أسرفوا في جنب الله وما اقترفوا من الفواحش وسوف تدور عليهم الدائرة وينالون عقابهم العاجل .
للإمعان : قد يخسف بطائفة ويكون بينهم مؤمنين وهذا دليل شدة الإنتقام ،فيهلك الفسقة وبينهم الصالحون إذا كثر الخبث .
نسأل الله العفو والعافية والتباث على الصراط المستقيم .
وأن يهدينا ويهد بنا إلى الحق المبين .

إياكم والظن:
*********
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : (إياكم والظن فان الظن أكذب الحديث ) . متفق عليه
------------
ظنَّ بفلانٍ : اتَّهمه وجعله موضع ظنِّه.
---------
قال النووي في شرح مسلم عند شرح حديث: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث. قال: المراد النهي عن ظن السوء. قال الخطابي: هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس، فان ذلك لا يملك. ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه ويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ولا يستقر
*********
المعنى العام : الحديث يبين خطورة الظن على الفرد والجميع .
***********
الظن قسمان :ظن حسن ، وظن سيء .
ومن أقبح الظن على الإطلاق هو أن يظن العبد بربه ظنا سيئا عياذا بالله وقد جاء ذكر سوء الظن بالله في غير ما آية قال جل وعلا :" ﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ وقال سبحانه وتعالى ﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً﴾.
**********
قطفات :
1-الإسلام دين بنيت أحكامه على اليقين فلا يحكم على الأشخاص بمجرد الشك في أفعالهم أو أقوالهم .
2-كثرة الظن تجر إلى مفاسد عديدة فهي الدافعة للتجسس على عورات الناس وتحسس أخبارهم والغيبة والنميمة والكذب عليهم لذلك ذكرها الله تعالى في مقدمة هذه الكبائر في سورة الحجرات فقال :""يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" الحجرات: 12. قال القرطبي في تفسيره: والذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سواها، أن كل ما لم تعرف له أمارة صحيحة وسبب ظاهر كان حراما واجب الاجتناب. ذلك إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستر والصلاح، وأونست منه الأمانة في الظاهر، فظن الفساد به والخيانة محرم، بخلاف من اشتهره الناس بتعاطي الريب والمجاهرة بالخبائث. اهـ
3- خلق النبي صلى الله عليه وسلم : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المسلمين حُسن الظن، فقد جاءه رجل يقول: "إن امرأتي ولدت غلامًا أسود. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟ قال: نعم. قال: فما ألوانها؟ قال: حُمْرُ. قال: هل فيها من أورق؟ [يعني فيه سواد] قال: إن فيها لأورقًا. قال: فأنى أتاها ذلك. قال: عسى أن يكون نزعه عِرْقٌ. قال: وهذا عسى أن يكون نزعه عِرْق"رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
4-السلف الصالح رضوان الله عليهم : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
" لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا ، وأنت تجد لها في الخير محملا ً"
وقال بعضهم: إني لألتمس لأخي المعاذير من عذر إلى سبعين، ثم أقول: لعل له عذرًا لا أعرفه.
قال بعض العلماء:رحمة الله عليهم : وكل من رأيته سيئ الظن بالناس طالبًا لإظهار معايبهم فاعلم أن ذلك لخبث باطنه، وسوء طويته.
المجاجة :
سوء الظن من أشد عوامل إفساد الود وتفكك الروابط ومن أخطره في المجتمع -سوء الظن بين الأرحام والأقارب- .
صورة عجيبة : تجد الإبن يسيء الظن بوالديه وأنهما سبب ضياعه وهلاكه .
وآخر يسيء الظن بإخوانه الأشقاء فتراه يسعى لإلحاق الضرر بهم لظنه الشر والسوء بهم ، والثالث جارة مع جارتها وأنها سبب في كثير من مشاكل حلت بها .
وقفة : إذا حل سوء الظن بين الزوجين وأصبح كل طرف يشك في الآخر فهي النهاية المرتقبة لتفكك الأسرة وضياع الأولاد .
وكم من حوادث طلاق أو خلع أو حتى قتل كان سببها سوء ظن .
5- من الأشعار :
*********
إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُهُ----- وَصَدَقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُّمِ
وَعَادَى مُحِبّيهِ بقَوْلِ عُداتِهِ------ وَأصْبَحَ في لَيلٍ منَ الشّكّ مُظلِمِ
قال آخر:
حَسِّنِ الظَّنَّ تعشْ في غبطةٍ----- إنَّ حُسْن الظَّنِّ مِن أوقى الجننْ
مَن يظن السُّوءَ يُجْزَى مثلَه------ قلَّما يُجْزَى قبيحٌ بحسنْ
وقال آخر:
ظُنَّ بالناسِ خيرًا فالخيرُ طبعُ الكرامِ
وشَرُّ شَرِّ البرايا من ظنَّ ظنَّ اللئامِ


بقدر الخشوع تنال الثواب:
*******************
جاء في سنن أبي داود عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها " .قال الشيخ الألباني : حديث حسن.
------------
المعنى العام للحديث : بقدر الخشوع يكون الثواب .
--------
معنى الخشوع : خَشَعَ الرَّجُلُ : خَضَعَ ، ذَلَّ ،خَشَعَ لِلَّهِ : رَكَنَ لَهُ ، اِسْتَكَانَ .
الخشوع : هو الخضوع والتذلل والسكون بين يدي الله تعالى .
ولا يكون الخشوع إلا بحضور القلب وشهوده عند تأدية العبادات قال الله تعالى :" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ"ق37،شهيد : شاهد له بقلبه, غير غافل عنه ولا ساه.
وقد بين جل وعلا أن من أسباب الفلاح والفوز بخير الدنيا والآخرة هو الخشوع فقال :" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ -1- الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ -2-" المؤمنون.
كما بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أول ما يرفع من الأعمال الخشوع قال:" أول ما يرفع من الناس الخشوع " صححه الألباني.
قال أبو الدرداء لجبير بن نفير : لو شئت لحدثتك بأول علم يرفع من الناس الخشوع ؛ يوشك أن تدخل المسجد الجامع فلا ترى فيه رجلاً خاشعاً !!
------------
وقفات :
1-الحديث الشريف يبين أحوال الناس في الصلاة ومدى إقبالهم فيها على الباري سبحانه وتعالى وبالتالي فبقذر حضور القلب فيها يكون الثواب والأجر .
فمنهم من لا ينال من صلاته إلا عشر ثوابها وهذا لتعلق قلبه فيها وانشغاله بهموم الدنيا .
2-العبادة شرعها الله تعالى لينال العبد بها ثواب العاجلة والآجلة ، ففي الدنيا بما يحصل له فيها من سكينة وراحة وطمأنينة فيسعد وتقر عينه بها ويخفف بها عن هموم ومتاعب الحياة التي تعترضه بين الآونة والحين ، وفي الآخرة ينقلب إلى جنات النعيم .
3-والصلاة عمود الدين وأساسه وهي مورد السعادة والراحة وإليها يركن العارفون ويستكين الصالحون وينعم المؤمنون .
وبقدر الإقبال فيها على الله واستحضار القلب والتذكر والعلم بحركاتها وأفعالها بقدر ما ينال العبد من ثوابها وأجرها وبالتالي بقدر راحته وسكينته فيها.
فمنهم من لا ينال منها سوى العشر وهو القدر الضئيل والشيء القليل من هذه الفريضة وهو دليل ضعف اليقين وقلة الإقبال وانشغال العبد فيها بشغل آخر .
ومنهم من ينال حظها الأوفر وخيرها الأكثر ممن تفرغوا لهذه العبادة فكان همهم وانشغالهم بهذه الفريضة فأخبتوا فيها لربهم وأخلصوا فيها لباريهم فنالوا راحة وسعادة يفتش عليها السلاطين بملكهم والأغنياء بمالهم والكل يسعى لنيلها ويأبى الله إلا أن تكون لأوليائه وأصفيائه والخيرة من عباده .
المجاجة :
*******
تفرغ لعبادة الله يملأ قلبك غنى وتنال حظك الأوفر من الراحة والسعادة ولتكن الدنيا بين يديك واجعل قلبك موصولا بالله لتعيش حياتك كما أرادها الله لك ، في عفو وعافية وأمن وسلام ، وإلا تفعل فاستمع لهذا الأثر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك." رواه الترمذي وصححه الألباني .
*********
الوصية :
******
عليك بما يجـدي مـن التقـى ----- فإنك في سهـو عظيـم وغفلـة
تصلي بلا قلـب صـلاة بمثلهـا ----يكون الفتى مستوجبـاً للعقوبـة
تخاطبـه إيـاك نعبـد مقـبـلاً --------على غيره فيها لغيـر ضـرورة
فويلك تدري من تناجيه معرضـاً ----وبين يدي من تنحني غير مخبت .
وما زلتَ تسعى في الذي قد كفيته --- وتُهمل ما كلفته من وظيفة

الخير في خدمة الغير :
*****************
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال : وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر ) . متفق عليه 
------------
المفردات : الساعي : عامل الصَّدقاتِ ،السَّاعِي بَيْنَ أهْلِهِ : الوَالِي لأَمْرِهِمْ,
الأرملة : قال ابن قتيبة : سميت أرملة لما يحصل لها من الإرمال ، وهو الفقر وذهاب الزاد بفقد الزوج ، يقال أرمل الرجل إذا فني زاده .
-----------
المعنى العام :الدعوة للتضامن والتكافل الإجتماعي .
-----------
الإسلام دين رأفة ورحمة دين بتعاليمه السمحة يجعل كل الناس سواسي يعيشون في أمن وعافية يرحم كبيرهم صغيرهم ويسعى غنيهم في خدمة فقيرهم .
والحديث يبين أن الإسلام شعور وحس يحركان الوجدان وبهذا الشعور الذي يبعث لعمل الخير ومواساة الغير يتحقق التوازن الإجتماعي الذي في ظله تزول حمأة الأنا سبب الهلاك والخسران .
مقتطفات :
********
1-كلمة الساعي : الذهاب والإياب في الغدوة والروحة للدلالة على العمل المستمر والحركة المتوالية دون انقطاع ، والإسلام يحبب في العمل القليل المتواصل على غيره من الأعمال الكثيرة المنقطعة .
2-الإسلام ليس بالتمني ولا بالتحلي ولا بالفخارة والمكاثرة ولكن هو دين العمل والمجاهدة والتواصل والإستمرارية والحس والشعور الذي يتولد عن صدق الإيمان واليقين .
3-الصيام والقيام عمل فردي أثره يعود على الفرد ذاته ، ومن آثار هذه العبادات أنها تلين القلوب فتدفع بصاحبها للشعور بمعاناة من حوله فيسعى جاهدا لخدمة كل ضعيف مستضعف لا حول ولا قوة له .
4-كالمجاهد : والجهاد ذروة سنام الإسلام وهو منتهى التضحية وبه ينتشر الأمن ويسود السلام ويتحقق العدل في الأرض والجهاد لا عدل له فثوابه بغير حساب .
5-الأرملة والمسكين : من الفئة الضعيفة في المجتمع والنبي صلى الله عليه وسلم يبين أن النصر والرزق يأتيان من قبالة الضعفاء فخدمتهم هي خدمة للجميع بل هي فتح لباب الرزق وباب كبير للنصر وقد حبب الله لقلوب عباده الرزق الوفير والنصر الكبير .
لطيفة : مقارنة هذا العمل الخيري بالجهاد للدلالة على ضرورة مجاهدة النفس فيه لأن النفس ربما تمل بل قد تنفر من مثل هذه الأعمال العظيمة ، لذلكم فمن الضرورة مجاهدة النفس :" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا،وإن الله لمع المحسنين".
المجاجة :
*******
العبادات المجردة من مثل هذه القيم عبارة عن أشجار بلا ورق ولا ثمار ، فلا ظل ولا غداء ولا هواء،فمن لم تحركه صلاته ولم يحركه صيامه لهذه الرأفة والرحمة فليحاسب نفسه وليدعو ربه وليجاهد نفسه فتمت خلل يجب الإسراع في إصلاحه ، وما عذب الله الخلائق بشيء أعظم من قسوة القلوب عياذا بالله .
نسأل الله العفو والعافية .

يعرف الحليم عند الغضب؟
*******************
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) متفق عليه.
------------
الصُّرَعَةُ : الغَلاَّب في المصارعة .
-------------
قال القرطبي -رحمه الله تعالى- " الغضب في اللغة : الشدة ، ورجل غضوب أي شديد الخلق ، والغضوب الحية الخبيثة ؛ لشدتها , والغضبة : الدرقة من جلد البعير يطوى بعضها على بعض سميت بذلك لشدتها "
وقيل في معناه : تغيُّر يحصل عند فوران دم القلب ليحصل عنه التشفي في الصدر.
-----------
المعنى العام: النهي عن الغضب .
---------
جبل الإنسان على الغضب فهو بطبعه يثور ويغضب لكن قد يؤدي غضبه إلى انتهاك حرمات الله أو التعدي في الحقوق وتضييع الواجبات وقد تفسك بسبب غضبه الدماء وتنتهك الأعراض وبالتالي فهذا السلوك الموجود في طبيعة البشر عالجه الإسلام وبين الطرق التي يهتدى بها لدفع موجة الغضب التي إن ثارت أتت على الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل وظهر الشر الكبير .
مقتطفات :
********
1-قوة الرجل ليس في صلابة بدنه ولا طول قامته ولا ضخامة هامته لكن شدته في التملك في أعصابه أثناء إغضابه .
2-الذي لا يتمالك نفسه في الأوقات الحرجة هو في الحقيقة ضعيف القلب حتى ولو كان وزنه وزن فيل .
3-من سره أن يكون سيد قومه فليكن هادئا إذا استغضب وليعفو وليصفح .
4-لا يمكن للغضوب أن يتولى القضاء فتهضم الحقوق ويتهم الإسلام بما هو منه براء .
5-لقد عجل الغضب بزوال أمة وكم دفع الحلم من مصائب جمة .
علاج الإسلام للغضب:
*****************
1- الاستعاذة بالله من الشيطان : قال تعالى ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت:36).
2-الوضوء : عن عطية السعدي -رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- " إن الغضب من الشيطان ؛ وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ "
3-تغيير الحال :عن أبى ذر -رضي الله عنه -أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع".
4- ترك المخاصمة والسكوت : عن ابن عباس -رضي الله عنهما -عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال " علموا وبشروا ولا تعسروا وإذا غضب أحدكم فليسكت".
----------------------
من الوصايا : قال سالم ابن ميمون الخواص :
إذا نطق السفيه فلا تجبه : فخير من إجابته السكوتُ
سكتُّ عن السفيه فظن أني : عييتُ عن الجواب وما عييتُ
شرار الناس لو كانوا جميعا : قذى في جوف عيني ما قذيتُ
فلستُ مجاوبا أبدا سفيها : خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ
------------
أقوال في الغضب :
*************
*" الرجل الذي يفكر دوماً بالانتقام هو شخص يبقي جراحه مفتوحة". فرانسيس باكو.
**" من يستطيع أن يجعلك غاضباً فهو يستحوذ عليك". إليزابيث كيني.
***" الرجل الغاضب يفتح فمه ويغلق عينيه". كاتو .
أعظم مفقود وأعظم موجود:
**********************
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : ( لله أشد فرحا" بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته اذا وجدها ) . رواه مسلم 
-------
ضالته : الضَّالَّةُ : كل ما ضَلَّ ، أَي ضاع وفُقِد .
المعنى العام : الدعوة للتوبة وبيان فضلها وثوابها .
-----------------
فوائد :
1-شدة فرح الباري سبحانه وتعالى بالتوبة للدلالة على مقامها المحمود .
2-انتظار الرب عز وجل رجوع العباد وتوبتهم إليه .
3-كل الذنوب يرجى قبولها دون استثناء .
4-أعظم مفقود وأعظم موجود هو الله .
-------------
من عظيم فضل الله تعالى على عباده أن فتح لهم أبواب التوبة والعودة لرحابه وهيأ لهم سبيلها فيداه مبسوطتان ليل نهار لكل من ضل طريقه ينتظر عودته وتوبته .
والحديث يبين أن التوبة يرجى قبولها من جميع الذنوب والخطايا دون استثناء فكل من هم بالرجوع والعودة لله فعليه أن يقلع من ذنبه ويتوب إلى ربه ولا يعظم إلا الله .
إن أعظم ضالة يفتقدها العباد وهم في هم إيجادها مند ولادتهم ليوم مماتهم هو الله جل وعلا وقد هدى الله إليها كثير من خلقه ولا تزال يداه مبسوطتان الليل والنهار ينادي كل من ضل طريقه أن توبوا وعودوا ولا تقنطوا من واسع رحمة الله فهو يغفر كل الذنوب جليها وخفيها قليلها وكثيرها قال الله تعالى :" قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ..".الزمر53.
فالله الله عباد الله فلا تيأسوا من روح الله ولا تقنطوا من واسع رحمة الله وسددوا وقاربوا واستعينوا بالله فإنه نعم المولى ونعم النصير .