الثلاثاء، 6 مايو 2014



الأخوة في الله :
************
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه. 
-------------
حول حمى الحديث :
-----------------------
لا يؤمن : النفي هنا متعلق بالإيمان الكامل وليس الإيمان المطلق أو اللازم .
ويتحقق الإيمان اللازم بالشهادتين .
اما كمال الإيمان فيتحقق بمجاهدة النفس على كثير من أعمال البر والخير .
الحديث يبين أثر الإيمان الصادق في واقع الناس بحيث ثمرته تظهر في المحبة التي يكمل بها بناء الفرد والجماعة .
لطيفة : المحبة هي محبة الخير فقد يحب الإنسان ما لا يرضي الله ، والحديث مقيد بزيادة موضحة لهذا المعنى وهي:"لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه من الخير.".
--------------
المعاني السامية للإسلام :
الإسلام دين يدعو للكمال البشري منذ أن خلق الله آدم وعلمه وفضله وأكرمه وأسجد له خير خلقه .
ولن تبلغ البشرية درجة كمالها في صورته الجميلة حتى يطبقوا تعاليمه النبيلة التي تولد فيهم ذلك الشعور والإحساس بالآخرين .
فليس من الكمال أن يعيش الإنسان لنفسه ويحيا لذاته بعيدا عن الآخرين لا يحس بآلامهم ولا آمالهم .
إن الشعور بالأنا يقود للكبر والترفع وهو سبب غمط الناس وبطر الحق وانتشار الحقد والبغضاء وهذه عوامل هدم رابطة الصلة التي بها امتدت حياة الناس وجعل لها هذا الأمد البعيد منذ أن خلق الله الخلائق إلى قيام الساعة .
والإسلام هو عنصر الحركة الذي يترجم إيمان الناس لواقع عملي تعمر به الأرض وتحيا في ظله البشرية وكأنها جسد واحد على قلب رجل واحد آمالا وآلاما .
إن المتمعن لواقع الناس قبل بزوغ شمس الإسلام كانوا أشبه بوحوش ضارية تأكل بعضها البعض .
قبائل وعشائر من أسر واحدة مزقتها الحروب وشتت شملها العداوات وأبادت صلتها مظاهر السطو والإجرام فلا أبوة ولا أمومة ولا أخوة ولا حتى إنسانية تحد من تعديهم على الأعراض والأموال والدماء .
حتى جاء الإسلام وأنقذهم من هذه الحياة التي كادت أن تبيد العرب ويمحى أثرهم للأبد .
المجاجة : لا بقاء لنا ولا حياة ولا أثر يذكر حتى نعود لهذه التعاليم من الأخوة والمحبة والشعور بالآخرين ، وإلا نفعل فقد مضت سنة الأولين ولن تجد لسنة الله تبديلا ، وواقعنا يشهد على أن وعد الله منجز بخيره وشره ، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها .
ولن يصلح حال الآخرين إلا بما صلح به حال الأولين .
فالعودة العودة ياعرب لهدي نبينا ونهج سلفنا وإلا فالطامة عظيمة والنهاية أليمة .
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا واهد بنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق