الثلاثاء، 26 أبريل 2016

شرح حديث





شرح حديث شريف :

الحديث : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما  قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" بروا آباءكم  تبركم  أبناكم وعَفُّوا تعَفَّ نساؤُكم".رواه المنذري بسند حسن .
المعنى العام : الحديث يبين أن الجزاء من الجنس العمل فكما تعامل الناس يعاملونك ، فإن عاملتهم بالحسنى فجزاؤك الحسنى قال الله تعالى :" وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان".
مضمون الحديث : القدوة الحسنة ، فالإنسان إذا أراد أن يكون مصلحا لغيره فعليه أولا أن يربي نفسه ويصلحها ويحملها على الفضيلة .
فمن مراد العبد في حياته أن تكون ذريته صالحة مطيعة له متبعة لنهجه تحدو حدوه ، فعليه أن أولا ببره هو لوالديه وطاعته لهما حتى يرى أبناؤه ذلك منه فحري بهم أن يقتدوا بأبيهم ويسلكوا مسلكه من الطاعة والبر .
قصة للاستئناس : حدث يوما وأن اعتدى ابنا على أبيه فنكل به ثم أخذ يجره حتى بلغ به تحت شجرة ثم رماه هناك .
فتزوج هذا الإبن ووهبه الله أولادا فلما كبر وضعف حدث يوما وأن ضربه أحد ابنائه ضربا شديدا ثم أخذ يجره حتى بلغ به نفس الشجرة ثم قال الأب  لابنه : توقف فهذه هي الشجرة التي رميت تحتها جدك ..!!
العبرة : فكما تدين تدان وكما تفعل يفعل بك .
غرابة : إنسان يغضب ويثور حينما يرى المنكر في أهله ، ربما يضرب زوجته وينكل بها لسوء ظنه بها ، لكن لا يتحرز هو عن المنكر والتعدي في حرمات غيره .
 يقول أحد السلف رحمهم الله : ما عصيت الله إلا وجدت ذلك في خلق زوجتي وتمرد دابتي . 

فمن أراد عفة أهله فعليه أن يعف نفسه أولا ويحملها على جميل الأخلاق والمعاملة .

يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ *** هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ 
ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا *** فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ 
اللهم إنا نسألك الهدى التقى والعفاف والغنى .
-------
للشيخ عبد الله لعريط  

الثلاثاء، 12 أبريل 2016

حديث اليوم؟؟

صورة ‏عبد الله لعريط‏.

حديث اليوم:
***********
الجنة حرام عليها.
**************
عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ " رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان وحسنه الترمذي 
-------
ثوبان رضي الله عنه :ثوبان مولى رسول الله ، كنيته : أبو عبد الله ،وهو ثوبان بن بجدد من أهل السراة, والسراة موضع بين مكة واليمن, اشتراه ثم أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخدمه إلى أن مات، ثم تحول إلى الرملة ثم حمص ومات بها سنة أربع وخمسين،.
-----------
المفردات : أيما :اسم شرط مركب من ( أيّ ) الشرطية و ( ما ) الزائدة ،
البأس: الضرر، المانع، الحرج .
---------------
أقوال في الحديث :
**************
يقول الأحوذي في شرحه على الترمذي: (من غير بأس) أي من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة.
ومن أمثلة هذا البأس: سوء العشرة، وكرهها له بحيث لا تطيق العيش معه، والإضرار بها من حيث الوطء ونحو ذلك.
-------------
المعنى العام : سؤال المرأة الطلاق من زوجها دون عذر شرعي كبيرة من الكبائر تستوجب غضب الرب عز وجل وتحيل بينها وبين دخول الجنة .
----------
الإسلام دين يدعو في معظم تعاليمه إلى الترابط والتكامل بين جميع أفراده ويثيب على كل من يدعو إلى تقوية هذه الروابط والصلات الثواب الذي لا تجده حتى في الصيام والقيام من نوافل العبادات ،عنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ".قَالُوا: "بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ" قَالَ:" إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ". أخرجه أحمد .


ومن أعظم هذه الصلات والروابط بعد صلة الرحم صلة النسب خاصة التي تجمع بين الزوجين المتكون منهما بناء المجتمع الإنساني فبصلاحه وقوته صلاح وقوة المجتمع وبفساده وهشاشته فساد وهشاشة المجتمع.
وخير أسوة لنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان زوجا لعدة نسوة رضي الله عنهن وكان نعم الزوج وكنّ نعم الزوجات .

وقد يقع الخلاف وتحدث المشاكل وهذه سنن الله تعالى في خلقه ،وقعت حتى للخيرة من خلق الله ، لكن هذا لا يعكر صفو الحياة ولا يهدم البناء الأسري ، بل يجب أن يكون ذلك دافعا لتصحيح الأخطاء وتصليح الإعوجاج الذي يكون في بعض فترات الحياة ، ليستمر المسير على النهج السليم .
والزوجان ينبغي لهما العلم بحوادث الدهر المتقلبة فدوام الحال من المحال ، خاصة المرأة التي ينبغي لها أن لا تنفعل في أول لحظة من لحظات الشدة التي هي من السنن الكونية .
وقد يؤدي انفعال المرأة وتسرعها إلى هدم أعظم رابطة في هذه الحياة وتشتيت أسرة تعبت في تكوينها أجيالا .
فتكون أشبه بتلك المرأة التي تنسج نسيجها وعند إتمامه في أحسن وأبهى صوره تنقضه لتعيده كما كان قال الله سبحانه وتعالى :" وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا"،امرأة خرقاء كانت بمكة كلما غزلت شيئاً نقضته بعد إبرامه .
والمرأة التي تدفع بزوجها للطلاق بأي سبب من الأسباب هي امرأة عمياء خرقاء تهدم بشمالها ما تبنيه بيمينها ، وتقدم على تشتيت أسرة وتيتيم أبناء ونشر عداوة بين الأنساب دون ترو ولا تثبت ، فجنة الله حرام عليها ومأواها جهنم وبئس المصير .
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة .
------------
للشيخ عبد الله لعريط .