شرح حديث شريف :
الحديث : عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :" بروا آباءكم تبركم
أبناكم وعَفُّوا
تعَفَّ نساؤُكم".رواه المنذري بسند حسن .
المعنى
العام : الحديث يبين أن الجزاء من الجنس العمل فكما تعامل الناس يعاملونك ، فإن
عاملتهم بالحسنى فجزاؤك الحسنى قال الله تعالى :" وهل جزاء الإحسان إلا
الإحسان".
مضمون
الحديث : القدوة الحسنة ، فالإنسان إذا أراد أن يكون مصلحا لغيره فعليه أولا أن
يربي نفسه ويصلحها ويحملها على الفضيلة .
فمن
مراد العبد في حياته أن تكون ذريته صالحة مطيعة له متبعة لنهجه تحدو حدوه ، فعليه
أن أولا ببره هو لوالديه وطاعته لهما حتى يرى أبناؤه ذلك منه فحري بهم أن يقتدوا
بأبيهم ويسلكوا مسلكه من الطاعة والبر .
قصة
للاستئناس : حدث يوما وأن اعتدى ابنا على أبيه فنكل به ثم أخذ يجره حتى بلغ به تحت
شجرة ثم رماه هناك .
فتزوج
هذا الإبن ووهبه الله أولادا فلما كبر وضعف حدث يوما وأن ضربه أحد ابنائه ضربا
شديدا ثم أخذ يجره حتى بلغ به نفس الشجرة ثم قال الأب لابنه : توقف فهذه هي الشجرة التي رميت تحتها
جدك ..!!
العبرة
: فكما تدين تدان وكما تفعل يفعل بك .
غرابة : إنسان يغضب ويثور حينما يرى المنكر في أهله ، ربما يضرب زوجته وينكل بها لسوء ظنه بها ، لكن لا يتحرز هو عن المنكر والتعدي في حرمات غيره .
يقول أحد السلف رحمهم الله : ما عصيت الله إلا وجدت ذلك في خلق زوجتي وتمرد دابتي .
فمن
أراد عفة أهله فعليه أن يعف نفسه أولا ويحملها على جميل الأخلاق والمعاملة .
يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ *** هَلَّا لِنَفْسِك
كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا *** فَإِذَا
انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
اللهم إنا نسألك الهدى التقى والعفاف والغنى .