الثلاثاء، 6 مايو 2014

حديث الرفق :
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((إن الله يحب الرِّفق في الأمر كله))؛ متفق عليه.
مفردات:
رَفَقَ بِحالِهِ :حن وعطف عليه .رفق في السير : قصد واعتدل .والرفق : مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأ‌مور، والتدرُّج فيها، وضده العنف الذي هو الأ‌خذ فيها بشدة واستعجالٍ؛-
وقفة : الباري سبحانه وتعالى من صفاته الرفق والحلم فهو رفيق في أفعاله وفي أمره ونهيه وسبق حلمه غضبه وسبقت رحمته عقابه .فالرفق هو من سنن الله تعالى في كونه فمن وافق هذه السنة وعمل بها في حياته فإنه يصوننفسه من أشياء كثيرة قد تلحق به الضرر وتعرضه للخطر .والذي يتعامل بالرفق يصيب وقلما يخطئ حتى ولو أخطأ فالضرر قليل .مثلا : الذي يسير متأنيا على مركبه من سيارة وغيرها ، فإنه مصان بحول الله فلو قدر الله حادثا ما فإن الصرر يكون خفيفا .بعكس الذي يسير بعنف ذون تأن ولا ترو ولا تؤدة فإن نهايته أليمة وعاقبته وخيمة .
الرفق بالنفس :قال الله تعالى :" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.".فلا يأمر الله تعالى إلا بما تطيقه النفوس ولا يجبر أحدا بما لا يستطيع القيام به قال جل وعلا :" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر."،وعن عائشة رضي الله عنها َأنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ قَالَ « مَنْ هَذِهِ » . قَالَتْ فُلاَنَةُ . تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا قَالَ « مَهْ ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا » وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ" رواه البخاري ومسلم.وهكذا الحال في عمل الدنيا يجب على الإنسان أن لا يكلف نفسه ما لا تطيق وأنتم متى تكلفتم من العمل والعبادة ما لا تطيقون وأسرفتم لحقكم الملل وضعفتم عن العمل ، فانقطع عنكم الثواب بانقطاع العمل.
الرفق بالأولاد : هو وقود التربية الصالحة وهو سبب بركة البيوت ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.فليكن الإنسان حكيما رفيقا في أموره كلها حتى يبقى نفعه ويتواصل عطاؤه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق