الثلاثاء، 6 مايو 2014


الهدية :
******
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
"تَهَادُوْا تَحَابُّوا" رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ.
-------------
معنى الهدية :
------------------
الهَدِيَّةُ : ما يُقدَّم لشخصٍ من الأشياء إكرامًا له وحُبًّا فيه أو لمناسبة سارّة عنده قال سبحانه وتعالى :{ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ } .النمل35.
-------------
أقوال في الهدية :
---------------------
ما استعطف السلطان ، ولا استسل سخيمة الغضبان ، ولا استميل المهجور ، ولا استنجحت صعاب الامور ، ولا استدفعت الشرور بمثل الهدية.
إن الهديــــــــــــــة حلوة:::::::::كالسحر تجتلب القلوبا
تدني البغيض من الهوى::::::::حتى تصيـــــــــره قريبا
ويعيد معتضد العـــــداوة :::::::بعد نفرته حبيــــــــــــبا
------------
أحوال النبي صلى الله عليه وسلم مع الهدية :
-------------------------------------------------------
كان يقبل الهدية ويثيب عليها :
***********************
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان سول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها .(ومعنى يثيب عليها : أي يجازي المهدي بهدية أيضا ) .
أخرجه البخاري
كان يأكل منها :
***********
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام سأل عنه : أهدية أم صدقة ؟ فإن قيل صدقة قال لأصحابه : (كلوا ) ولم يأكل وإن قيل : هدية ضرب بيده صلى الله عليه وسلم فأكل معهم .
كان يأمر بها :
**********
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا( يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ).
الفرسن هو موضع الحافر ، والمراد أن النبي صلى الله عليه وسلم حث المرأة على الإهداء لجارتها والجود بما تيسر عندها ، وإن كان هذا المهدى قليلا فهو خير من العدم .
الحث على قبول الهدية :
*******************
أخرج البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح عن عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية ولا تضربوا المسلمين).
------------
دين متكامل يتساير مع طبيعة النفوس المجبولة على حب من أحسن إليها والميول لكل من التفت إليها التفاتة ولو بقدر ضئيل.
قد لا تؤثر المواعظ المتهاطلة كالمطر.
قد لا تجد هذه الدروس المتوالية والمتتالية مكانها من القلوب.
لكن تفعل هدية متواضعة ما لا تفعله موعظة الوعاظ .
الإنسان مفطور على رؤية الملموس والقرب من المحسوس.
وبالتالي فقد تؤثر هذه الحركة المادية البسيطة في قلب عدو فيصبح كأنه ولي حميم .
وقد تحرك نفسا يؤوسا فتعيد لصاحبها الأمل .
قد تزيد بهذه الهدية عزما ويقينا في شخص كاد يكل ويمل.
قد تبعث في مريض غلبه هم المرض قوة فينتصر على همه فيشفى.
هدية بسيطة قد تحبب بها بين متعادين.
قد تؤلف بها بين متخاصمين .
قد تجمع بها بين أطراف متنافرين .
قد تلين بها قلب الوالدين .
فالهدية كالماء : رطب ولين وسهل لكن يفتت الحجارة الصماء .
وهكذا الهدية تشفي القلوب الكلماء ،وتبعث الأمل والرجاء.
فلا تبخل بها على إخوانك .
ولا تمنع قليلها من جيرانك.
وتقرب بها لوالديك وأرحامك.
تعش بينهم محبوبا مكرما وتنقلب إلى الله سالما منعما.
اللهم ألف بين قلوبنا وانشر المودة والمحبة بيننا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق