حديث وشرحه
:
أصبحنا
على فطرة الإسلام.
روى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال:" أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة
الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما
وما كان من المشركين"صحيح الجامع (رقم:4674).
------
عبد الرحمان ابن أبزى: قال أَبُو حَاتِمٍ أدرك النبيَّ
صَلَّى الله عليه وسلم وصلّى خَلْفه. وقال البُخَارِيُّ: هو كوفي، عالم بالفرائض.
قال فيه عمر بن الخطّاب رضي الله عنه : عبد الرّحمن بن
أَبْزَى ممن رفعه اللَّهُ بالقرآن.
----------
كلام في معنى الحديث
:
من الناس يصبح وهو كافر ملحد وجاحد بأنعم الله عليه
.
ومنهم من يصبح وهو في دنيا الملذات والشهوات يخوض ويلهو
ويلعب .
ومنهم من يصبح جاهلا تاركا لدينه متبعا لهواه وهوى الشيطان
.
ومنهم من يصبح وهمه وشغله الشاغل جمع حطام الدنيا من
مال ومتاع .
أما الموحدون لله الذين ناموا على ذكر الله وانتبهوا من
نومهم وأول ما نطقوا به الحمد لله ، وتجافت
جنوبهم عن مضاجعهم وشهدوا صلاة الصبح في بيوت
الله ، فهؤلاء أولى الناس بحمد الله وشكره على ما هداهم إليه من نعمة الإيمان والإسلام
، وكفى بهما نعمة .
إن من تمام شكر الله على أنعمه أن يبوء العبد لله بنعمه
ويتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو خير أسوة وقدوة لنا ، فقد كان يدعو الله
بهذا الدعاء الذي يعترف فيه بنعمة الحياة بعد الممات ونعمة الإسلام التي بها أتم
الله النعمة لهذه الأمة .
ودين الإسلام هو الهواء والنفس الذي يجدد حياة المسلمين
ويبعث فيهم روح النشاط ويبعدهم عن آفة الخمول والجمود والكسل .
فالحمد لله إذا أدى المسلم صلاة الصبح وبدأ بها يومه .
والحمد لله إذا أصبح المسلم ذاكرا لله مهللا ومكبرا وداعيا
الله مخلصا له الدين .
والحمد لله إذا أصبح المسلم وهو على هدي وسنة نبيه صلى
الله عليه وسلم .
والحمد لله حمدا كثيرا إذا أصبح المسلم على الحنفية السمحة
والملة الغراء والدين القيم ملة أبينا إبراهيم عليه السلام .
آلاف من الخلائق أصبحت على غير فطرة وملة الإسلام .
والمسلمون أصبحوا موحدين لله متبعين لهدي رسول الله صلى
الله عليه وسلم .
فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن
هدانا الله .
------------
للشيخ / عبد الله لعريط .