الثلاثاء، 6 مايو 2014



لا تغتر بالكثرة:
**********
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة )متفق عليه.
****
مفردات : الإِبِلُ : الجمال والنُّوق ، لا واحد له من لفظه ( مؤنث ) . والجمع : آبالٌ . الرَّاحِلَةُ من الإِبل : الصالحُ للأَسفار والأَحمال ،والجمع : رواحل .
-----------
ما قيل في الحديث :
--------------------------
*قال الأزهري: الراحلة عند العرب الجمل النجيب والناقة النجيبة والهاء فيها للمبالغة كما يقال رجل فهامة ونسَّابة ، قال : معني الحديث أن الزاهد في الدنيا الكامل في الزهد فيها والراغب في الآخرة قليل جداً كقلة الراحلة في الإبل ).
*وقال آخرون : أن معناه أن المُرض الأحوال من الناس الكامل الأوصاف قليل فيهم جداً كقلة الراحلة في الإبل.
*يقول الحافظ في الفتح : ( المعني لا تجد في مائة إبل راحلة تصلح للركوب ، لأن الذي يصلح للركوب ينبغي أن يكون وطيئا سهل الانقياد. وكذا لا تجد في مائة من الناس من يصلح للصحبة ، بأن يعاون رفيقه ويلين جانبه).
----------
وقفة : الناس في أحوالهم وأعمالهم كمثل الإبل فلا تكاد تجد من بين المائة منها واحدة صالحة للركوب مهيئة للأسفار معدة لخوض الغمار .
فالكثير من خلق الله قديما وحديثا لا تجد منهم إلا القليل ممن صلحت أحوالهم واستقامت أعمالهم وخلصت لله نياتهم وكثيرا ما تجد في القرآن آيات تلمح لهذا الأمر كقول الباري سبحانه وتعالى :" وما آمن معه إلا قليل."،وقوله سبحانه :" وقليل من عبادي الشكور."،وقال :"فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ"،
ما يستفاد من الحديث :
-----------------------------
1-الدعوة إلى اختيار الصحبة الصالحة
2-لا تغتر بالكثرة من الناس إذا كانت على باطل.
3-الحث على مخالطة الناس والصبر على آذاهم.
4-الدعوة إلى الإصلاح إذا عم الفساد وكثر .
المجاجة :
*******
إياك والإغترار بالكثرة ، فكثرة الناس واجتماعهم على أمر ليس معناه أن الحق قد عقد في نواصهم بل يرشد النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا تكاد تجد من المائة منهم رجل واحد على السداد والرشاد .
حكمة مستخلصة :
-----------------------
الكثرة لا تبطل حقا ولا تحق باطلا .
والله المستعان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق