الثلاثاء، 1 فبراير 2022

تغيير المنكر :

 تغيير المنكر :

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم .
كثرت في زماننا الفتن وانتشرت المعاصي وتيسر فعلها حتى أصبح تعاطي الخمر على قارعة الطرقات كشرب الماء تماما ، مع ما تفشى من مظاهر التبرج ومعاكسات النساء وغيرها من المظاهر الدالة على مقت الله وغضبه - عياذا بالله -.
موقف المسلم من هذه الفتن هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف .
التغيير : أي ضرورة الدعوة لتغيير هذه المنكرات .
والتغيير على مراتب كما وضحها النبي صلى الله عليه وسلم .
- التغيير باليد : وهي في الحقيقة لأصحاب القوة و السلطان ، وفي الحديث الشريف عن عثمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).معنى : يزع : يمنع .فضعاف الإيمان لا تنفع معهم موعظة واعظ وبالتالي فيجب قوة السلطان لدرأ المفاسد وردع أهلها .
ولا يستطيع عوام الناس تغيير المنكر بالقوة لأن ذلك يفضي لمنكر أعظم .
- التغيير باللسان : وهي للأئمة والعلماء وأهل الإصلاح الذين تتوفر فيهم شروط الدعوة .
من علم وإيمان وبصيرة .
- التغيير بالقلب : وهي لعامة الناس لمن لم تكن بين يديه وسيلة تغيير أو عجز عن ذلك أو خشي الفتنة .
التغيير بالقلب : ويكون بنكران المنكر وكراهيته وعدم الرضى به .
قال الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" النور: 19-
أي يحبون بقلوبهم انتشار الفواحش بين الناس ويتلذذون بذلك ولهم في المعاصي قرار لأنفسهم وراحة لبالهم وقرة أعين لهم .
وهذا للدلالة على ضرورة نكران المعاصي بالقلوب وهو أضعف الإيمان ، وليس بعده مثقال حبة من خرذل من الإيمان .
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق