السبت، 15 يناير 2022

حديث وشرحه.

 حديث وشرحه 

***

إن الحمدَ لله تعالى، نستعينُه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضل له، ومن يضلِلْ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبِه ومن تبِعه بإحسان إلى يوم الدين.
***

توطئة : الإسلام دين متكامل تعاليمه نور على نور ، تجعل من أفراده عناصر فعالة في جميع الأحوال .

والقوة في زماننا عامل مهم تجعل ممن يمتلكونها كيف كامنت مللهم ومعتقداتهم رواد وقادة يحركون الضعفاء كما يحرك الريح الهباء أو السيل الغثاء .

وشئنا أم أبينا لما آلت عناصر القوة للأعداء والكفار نرى أثر ذلك على الضعفاء في دينهم ودنياهم .

والقوة سواء كانت مادية أم روحية فلا يفترقان وهما كالرأس من الجسد .

الحديث : عن أبي هريرة ـ رضي اللَّه عنه ـ قال: قال رسولُ اللَّه ـ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ـ: «المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَأَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خيْرٌ. احْرِصْ عَلَى مَا ينْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْ. وإنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قدَّرَ اللَّهُ، ومَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان ". رواه مسلم رحمه الله .

----
فائدة جليلة :
********؟

الإستعانة بما يقوي النفس ويزيد في همتها وعزيمتها هي من سنته صلى الله عليه وسلم .

من وسائل تقوية النفس المادية والروحية .
1- الروحية :
- النوافل من العبادات : كقيام الليل وصوم الإثنين والخميس والصدقات .
- الورد اليومي من القرآن والبذكر .
- المحافظة على صلاة الجماعة .
- كثرة الدعاء والتعوذ من الأذى .
2- المادية :
- الرياضة ولو نصف ساعة يوميا .
- الأكل الجيد والمنتظم .
- النوم الجيد .
- الراحة بعد الجهد العضلي .
- المهنة والتكسب ولا يحقر العبد من الأعمال الطيبة شيئا .

الوصية : إن أصابك شيئ في دينك ودنياك فليس معناه نهاية الحياة ، بل يجب الإستمرار وعدم الإنقطاع ويحتكم العبد لعقيدته فكل شيئ بقدر الله وقدره وما أصابك لم يكن ليخطئك .

تحذير : بعد المصاب لا تقل لو فعلت كان كذا ، مثلا : لو لم آكل ، لو لم أسافر ، لو لم أذهب ، لو لم أعمل ( لما أصابني هذا ) ، بل قل : قدره الله في علمه حتى يطمئن قلبك وتهدأ نفسك وتعود لنشاطك ، قال الله تعالى :" إنا كل شيئ خلقناه بقدر".

ملاحظة : الإسلام من خلال هذا التوجيه - دين حياة لا موت ، دين نشاط لا كسل ، دين استمرار لا توقف ، دين تجديد لا جمود ، دين أمن لا خوف ) .
خاتمة :
هذه التعاليم النورانية ستبقى تنير للعالم طريق الهداية وسيظل الناس يدخلون في هذا الدين أفواجا ( حتى ولو تخلى عنه أهله وتركوه وراءهم ظهريا ) .
والحمد لله رب العالمين .
*******
على هامش الموضوع : المؤمن القوي : ماديا وروحيا ، قلبا وقالبا ، خير وأفضل ، لأن هذه القوة سينفع بها نفسه وغيره ويحق بها حق ويبطل باطل ، ويأمر بها بمعروف وينهى عن منكر .
وقد يكون الضعف سببا في هلاك نفسه وغيره .

والقوة المادية اليوم ضرورية لنصرة الإسلام والمسلمين .

وإلا كيف نفسر : شردمة من اليهود استطاعت أن تتحكم في زمام الأمور وتحرك العالم كيف ما شاءت ووقت ما شاءت ، بواسطة هذه الأجهزة المبتكرة والوسائل العلمية المكتشفة ، وقد عتت فسادا في الدول والشعوب ، بل أسقطت أنظمة وشتت شعوبا وأفسدت حياتهم ، ونحن لا نحرك ساكنا ؟.
أليست هي القوة الفكرية والدهنية ..؟؟

فيجب أن نعمل بما يقوي شوكتنا من الجانبين الديني والدنيوي دون إفراط ولا تفريط .

وزماننا سيف ذو حدين : السرعة فلا عجل ، والقوة فلا ضعف ولا كسل .

نسأل الله أن يبرم لنا إبرام رشد ونباهة وقوة وسداد ورشاد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق