سعة

 سعة رحمة الله بخلقه 

-----------------------

عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِيْ، يَا ابْنَ آَدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيْتَنِيْ بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لقِيْتَنِيْ لاَتُشْرِك بِيْ شَيْئَاً لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغفِرَةً)) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيْثٌ حَسَنٌ .

فوائد منتقاة 

----------------

يا بن آدم : كل مسلم يعتقد بوحدانية الله تعالى ورسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الدعاء : فكل الآدميين بحاجة لخالقهم تبارك وتعالى ِ حتى المشركين والكافرين لما ركبوا البحر وهاجت بهم الأمواج. وأيقنوا الهلاك ِاحتاجوا للرب تقدس وعلا فدعوه مخلصين له الدين .

الرجاء : هو الأمل في نيل المطلوب وتحقبق المرغوب .

 ِوهنا معناه الأمل في مغلفرة الذنوب .

فإذا دعا العبد ربه راجيا منه الإجابة وحده معتمدا متوكلا عليه فإن الله يقبله ويستجيب له ويحقق له كل ما يأمل .

ومغفرة الذنوب سبب تفريج الهموم والكروب وتيسير  الأمور  وسبب سعادة العبد في دنياه وأخراه .

عنان السماء : السحاب .

قراب الأرض : ملؤها ِ 

والمعنى : حتى ولو أسرف العبد في مقارفة الذنوب والمعاقي وبلغت ذنوبه سحاب السماء وملأت الأرض والأرجاء ِ فعليه بتعظيم الله ِ فالله أكبر من كل شيء وعليه بالاستغفار والتوبة ِ فرحمة الله أوسع من الفضاء  ومن الأرض والسماء .

الاستغفار : وهو طلب مغفرة الذنوب وسترها ِ فإذا أذنب العبد فعليه بالرجوع إلى الله بالتوبة والإستغفوار وسيجد الله غفورا رحيما .

الإخلاص : فالدعاء والرجإء والإستغفار وكل عمل ىراد به وجه الله فشرط قبوله الإخلاص. وهو أن يكون  خالصا لله وحده لا يشرك مع الله أحدا ولا يىيد جزاء ولا شكورا من خلق الله.

فادعو الله مخلصين له الدين وليكن رجاؤنا فيه واعتمادنا عليه فإنه نعم المولى ونعم النصير .