الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

حديث

حديث اليوم
**********
سألت النار ؟
**********
عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ " رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان وحسنه الترمذي 
-------
ثوبان رضي الله عنه :ثوبان مولى رسول الله ، كنيته : أبو عبد الله ،وهو ثوبان بن بجدد من أهل السراة, والسراة موضع بين مكة واليمن, اشتراه ثم أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخدمه إلى أن مات، ثم تحول إلى الرملة ثم حمص ومات بها سنة أربع وخمسين،
-----------
المفردات : أيما :اسم شرط مركب من ( أيّ ) الشرطية و ( ما ) الزائدة ،
البأس: الضرر، المانع، الحرج 
---------------
أقوال في الحديث 
----------------
يقول الأحوذي في شرحه على الترمذي- رحمهما الله-: (من غير بأس) أي من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة.
ومن أمثلة هذا البأس: سوء العشرة، وكرهها له بحيث لا تطيق العيش معه، والإضرار بها من حيث الوطء ونحو ذلك.
-------------
المعنى العام  
سؤال المرأة الطلاق من زوجها ذون عذر شرعي كبيرة من الكبائر تستوجب غضب الرب عز وجل وتحول بينها وبين دخول الجنة .
----------
الإسلام دين يدعو في معظم تعاليمه إلى الترابط والتكامل بين جميع أفراده ويثيب على كل من يدعو إلى تقوية هذه الروابط والصلات الثواب الذي لا تجده حتى في الصيام والقيام من نوافل العبادات ،عنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ".قَالُوا: "بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ" قَالَ:" إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ". أخرجه أحمد .

ومن أعظم هذه الصلات والروابط بعد صلة الرحم صلة النسب خاصة التي تجمع بين الزوجين المتكون منهما بناء المجتمع الإنساني فبصلاح الأسرة وقوتها صلاح وقوة المجتمع وبفسادها وهشاشتها فساد وهشاشة المجتمع.
وخير أسوة لنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان زوجا لعدة نسوة رضي الله عنهن وكان نعم الزوج وكن نعم الزوجات .
وقد يقع الخلاف وتحدث المشاكل وهذه سنن الله تعالى في خلقه ،وقعت حتى للخيرة من خلق الله ، لكن هذا لا يعكر صفو الحياة ولا يهدم البناء الأسري ، بل يجب أن يكون ذلك دافعا لتصحيح الأخطاء وتصليح الإعوجاج الذي يكون في بعض فترات الحياة ، ليستمر المسير على النهج السليم .
والزوجان ينبغي لهما العلم بحوادث الدهر المتقلبة فدوام الحال من المحال ، خاصة المرأة التي ينبغي لها أن لا تنفعل في أول لحظة من لحظات الشدة التي هي من السنن الكونية .
وقد يؤدي انفعال المرأة وتسرعها إلى هدم أعظم رابطة في هذه الحياة وتشتيت أسرة تعبت في تكوينها أجيالا .
فتكون أشبه بتلك المرأة التي تنسج نسيجها وعند إتمامه في أحسن وأبهى صورة تنقضه لتعيده من جديد قال الله سبحانه وتعالى :" وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا"،امرأة خرقاء كانت بمكة كلما غزلت شيئاً نقضته بعد إبرامه .
والمرأة التي تدفع بزوجها للطلاق بأي سبب من الأسباب هي امرأة عمياء خرقاء تهدم بشمالها ما تبنيه بيمينها ، وتقدم على تشتيت أسرة وتيتيم أبناء ونشر عداوة بين الأنساب دون ترو ولا تتبث فكانت أسرع إلى النار من أي مخلوق آخر .
وبنص هذا الحديث الشريف فالجنة حرام عليها .
وهذا بيان واضح على بشاعة وشناعة ما يقدم عليه كثير من النساء خاصة في زماننا الذي أعمى الله فيه بصيرة أقوام حينما اتبعوا أذناب البقر وشرعوا لأنفسهم ولمجتمعهم ما لم يأذن به الله فتزلزل البناء الأسري وتحطمت جدرانه وتصدع أساس قواعده فخر السقف من فوقهم وعمهم الله بعذاب فابتلاهم بالطلاق والخلع وتشتيت كثير من الأسر وتضييع كثير من البرآء من البنين والبنات ولا حول ولا قوة إلا بالله .
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق