الاثنين، 5 أبريل 2021

لا تقنطوا

 لا تقنطوا من رحمة الله

*******************؟
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) ". الزمر.

آية من أرجى آي كتاب الله .
آية توجيه من الباري سبحانه وتعالى إلى من أذنبوا فأكثروا وعصوا واستكثروا .
يفتح فيها الرب تقدس وعلا باب عفوه ومغفرته لهؤلاء .
ويدعوهم لواسع فضله .
قل : فهذه الدعوة المباركة وجهها الباري سبحانه عن طريق أشرف بني البشر وأرفعهم قدرا للدلالة على أنها دعوة لها قدر وشرف .
يا : نداء من الباري سبحانه لهؤلاء لأنه يعلم أنهم على خطر عظيم .
عبادي : ينسبهم لنفسه نسبة تشريف لهم وأنس ولطف بهم .
الذين أسرفوا : لم يقل أذنبوا : بل جاوزوا الحد ، من المعاصي .
فذنوبهم بلغت عنان السماء.
التفاتة : فهم أذنبوا الذنوب جميعها ، لكن يرشدهم الباري إلى ما هو أكبر من الذنوب وأعظم وهو اليأس والقنوط من واسع رحمة الله .

لا تقنطوا : لأن من أسباب الاسترسال في الذنوب وعدم الحد منها هو القنوط .والدليل قاتل مائة نفس لما قنطه العابد وأغلق باب التوبة في وجهه قتله .

يغفر الذنوب جميعا : لم يقل يغفر الذنوب بل ( جميعا ) صغيرها وكبيرها جليها وخفيها ، فلا يفكر العبد في عظمة ذنبه ولكن يفكر في سعة رحمة ربه .

نداء من الله تعالى لهؤلاء بالتوبة والعودة لرحاب الله والإلتحاق بركب السابقين قبل الفوات .

لطيفة : إذا كان الله ينظر لهؤلاء بهذه النظرة فكيف بنظرته للطائعين .

نكـــة : كان يسود معتقد في الأزمنة الماضية أن الذين يشربون الخمور يمسكون عن شربها قبل رمضان بأربعين يوما خوفا أن لا يقبل الله صيامهم ، وهذه تنبع من قلوب فيها الإيمان وسوف يهديهم الله ويصلح حالهم .

واليوم نرى بعض الناس يشربون الخمر في رمضان الفضيل منتهكين حرمة الصيام .

فيا شارب الخمر ويا آكل ربا وراش ومرتش وآكل مال اليتيم وعاق لوالديه وكل مسرف في جناب الله تعالى ، يدعوكم ربكم للتوبة والعودة لرحابه ويفتح باب عفوه ومغفرته لتتوبوا ، فبادروا وسارعوا واستجيبوا لدعوته قبل الفوات وعظموا حرمة هذا الشهر بالكف عن مثل هذه المعاصي عسى الله أن يكف عنا غضبه ويرفع مقته وبلاءه ووباءه عنا .

اللهم نسألك من فضلك وكرمك وسعة رحمتك ، واهدنا واهد بنا واهد المسلمين جميعا إلى سواء السبيل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق