الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

قصة

 قصة واقعية .

وقائعها في إحدى القرى المجاورة لمدينة القل .
حادثة من أيام الزمن الغابر حين كان الفقر ضاربا أطنابه والجوع والحاجة للرغيف من المشاكل العويصة التي تعصف بالكثير خاصة سكان البادية .
وذات يوم وأثناء وعثاء سفر شاق ، سفر لا يعرف سوى الإعتماد على الساقين المتينتين وربما برجلين حافيتين .
وهو يكابد عناء المشي المرهق ، اشتد بصاحبنا المسافر الجوع والطوى قبل أن يصل إلى – القل – وجهته آنذاك .
فحط به الرحال في قرية قريبة من مدينة القل وهو على حالة يرثى لها .
فنظر بعض ذوي البر والإحسان ، وأصحاب القلوب الرهيفة للوضع الذي آل إليه صاحبنا من كهر السفر وقهر الجوع ، فحز في أنفسهم منظره وهو يتضور جوعا ويتلوى على التراب من هذه الشدة ، فأسرعوا وأحضروا له صحفة من طعام وسقاء به لبنا خالصا .
فتناول صاحبنا أواني الطعام بشراهة ، وأقبل بكليته على صفحة الطعام وسقاء اللبن ، فأكل كل ما في الصحفة وقحف كل ما في الإناء ، حتى شبع الطعام وتضلع الشراب .
ثم تمدد واستراح هنيهة ، ليستعيد قواه ، ثم قام ولتوه ضرب على بطنه المنفوخ و كشف عن أضلاعه القوية ، وكان رجلا مفتول الساعد قوي البدن .
ثم قال في تكبر واستهزاء وغمط لمن حوله : من منكم قادر على مبارزتي فليقبل ..؟ .
وبدأ يروح ويجيء ويضرب الأرض برجليه كالثور قبل الهجوم على خصمه ، منتظرا من يكلمه لينقض عليه .! .
فنظر القوم بعضهم لبعض في دهشة وحيرة وهم يهمسون بالحديث لبعضهم قائلين : من أين ورد إلينا هذا الصعلوك .؟؟!
وراح الجميع يلعنونه بلعنة الله والملائكة ويدعون عليه بالهلاك والثبور عياذا بالله .
ثم خرج من هذه القرية مذموما مدحورا ، والجميع على علم أن الله سيجازيه جزاء وفاقا .
**********
خلاصة القصة : مثل شعبي 1: سمَّن كلبك ( جروك) ياكلك .
مثل شعبي2 : ياكل الملَّا وايسب الغلَّا .
*******
صنف من الناس وهم في زماننا كثر ، يجب الحذر من مكرهم وخداعهم ، يأكلون الدنيا بالدين ، يستغلون نيات العباد الطيبة ونفوسهم اللينة في خدمة وتحقيق مآربهم الدنيئة حتى إذا نالوا ما يصبون إليه وقضوا منهم وطرهم ، تنكروا للجميل وقابلوه بالقبيح والرذيل .
فسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .
******
تعوذوا بالله من شرورهم فما أكثرهم في زماننا .
اللهم إنا نسألك العفو والعافية .
*******
أَطْنَابَهُ : اِنْتِشارُهُ على نِطاقٍ واسِعٍ .
الصُّعْلُوكُ : متسكِّع يعيش على الهامش، محتال، متشرِّد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق