السبت، 26 ديسمبر 2020

الحور بعد اغلكور

 

روى ابن ماجة رحمه الله في سننه عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور» .

 قال الإمام السندي في حاشيته: "والكور لف العمامة وجمعها والحور نقضها، والمعنى الاستعاذة بالله من فساد أمورنا بعد صلاحها كفساد العمامة بعد استقامتها على الرأس" (حاشية السندي على النسائي).


وفسّر الإمام الترمذي رحمه الله الحور بعد الكور بالرجوع من الإيمان إلى الكفر أومن الطاعة إلى المعصية. 


وقال المباركفوري رحمه الله : "أي النقصان بعد الزيادة و فساد الأمور بعد صلاحها" (تحفة الأحوذي، شرح جامع الترمذي، لمحمد بن عبد الرحمن المباركفوري). 


وقال المازري رحمه الله : "معناها أعوذ بك من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا فيها"، يقال: "كار عمامته إذا لفها، وحارها إذا نقضها". 


ولاشك أنها جميعاً تصب في معنى واحد، وهو تبدل حال المؤمن من الحسن إلى السيئ، وضعف إيمانه، ونقصان عمله الصالح الذي اعتاد عليه. 

وقد أمر الله عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله ونهاهم عن إبطال أعمالهم بمعصيته ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهََّ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد:33]. 

وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم يا مقلِّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك» (رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه الألباني).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق