الخير في خدمة الغير :
*****************
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال : وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر ) . متفق عليه
------------
المفردات : الساعي : عامل الصَّدقاتِ ،السَّاعِي بَيْنَ أهْلِهِ : الوَالِي لأَمْرِهِمْ,
الأرملة : قال ابن قتيبة رحمه الله : سميت أرملة لما يحصل لها من الإرمال ، وهو الفقر وذهاب الزاد بفقد الزوج ، يقال أرمل الرجل إذا فني زاده .
-----------
المعنى العام :الدعوة للتضامن والتكافل الإجتماعي .
-----------
الإسلام دين رأفة ورحمة دين بتعاليمه السمحة يجعل كل الناس سواسي يعيشون في أمن وعافية يرحم كبيرهم صغيرهم ويسعى غنيهم في خدمة فقيرهم .
والحديث يبين أن الإسلام شعور وحس يحركان الوجدان وبهذا الشعور الذي يبعث على عمل الخير ومواساة الغير يتحقق التوازن الإجتماعي الذي في ظله تزول حمأة الأنا سبب الهلاك والخسران .
مقتطفات :
********
1-كلمة الساعي : الذهاب والإياب في الغدوة والروحة للدلالة على العمل المستمر والحركة المتوالية دون انقطاع ، والإسلام يرغب في العمل القليل المتواصل على غيره من الأعمال الكثيرة المنقطعة .
2-الإسلام ليس بالتمني ولا بالتحلي ولا بالمفخارة والمكاثرة ولكن هو دين العمل والمجاهدة والتواصل والإستمرارية والحس والشعور الذي يتولد عن صدق الإيمان واليقين .
3-الصيام والقيام عمل فردي أثره يعود على الفرد ذاته ، ومن آثار هذه العبادات أنها تلين القلوب فتدفع بصاحبها للشعور بمعاناة من حوله فيسعى جاهدا لخدمة كل ضعيف مستضعف لا حول ولا قوة له .
4-كالمجاهد : والجهاد ذروة سنام الإسلام وهو منتهى التضحية وبه ينتشر الأمن ويسود السلام ويتحقق العدل في الأرض والجهاد لا عدل له فثوابه بغير حساب ِ فهو صبر ومصابرة وإيمان ويقين .
5-الأرملة والمسكين : من الفئة الضعيفة في المجتمع والنبي صلى الله عليه وسلم يبين أن النصر والرزق يأتيان من قبالة الضعفاء فخدمتهم هي خدمة للجميع بل هي فتح لباب الرزق وباب كبير للنصر وقد حبب الله لقلوب عباده الرزق الوفير والنصر الكبير .
لطيفة : مقارنة هذا العمل الخيري بالجهاد للدلالة على ضرورة مجاهدة النفس فيه لأن النفس ربما تمل بل قد تنفر من مثل هذه الأعمال العظيمة ، لذلكم فمن الضرورة مجاهدة النفس :" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا،وإن الله لمع المحسنين".
المجاجة :
*******
العبادات المجردة من مثل هذه القيم عبارة عن أشجار بلا أوراق ولا ثمار ، فلا ظل ولا غداء ولا هواء،فمن لم تحركه صلاته ولم يحركه صيامه لهذه الرأفة والرحمة فليحاسب نفسه وليدعو ربه وليجاهد نفسه فهنالك خللا يجب الإسراع في إصلاحه ، وما عذب الله الخلائق بشيء أعظم من قسوة القلوب عياذا بالله .
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق