الأحد، 5 فبراير 2017

مقولة وبيان؟

بسم الله الرحمان الرحيم .

مقولة وبيان.
------------
من قال لا أستطيع ؟ ، قيل له : جرب .


لا أستطيع : ليس بوسعي القيام بعمل ما .
يقال للعبد حينها جرب: أقبل وأقدم على التجربة ،  فقد تقوى وتنشط حين مباشرتك العمل  .
- في الشريعة لا يجوز تكليف النفس ما لا تطيق ، قال الله تعالى :" ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به".
 لكن يقع اللوم على المتكاسل والمتوانيّ والعاجز وقد تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من العجز والكسل لأنهما سبب الفشل والتعطيل .
لذلك يجب دفع أمثال هؤلاء للعمل وتنشيطهم وكسر جمودهم ، ويقال لهم : جرّبوا .
-والتجربة : يجب أن تكون في ما فيه مصلحة .
أما ما فيه مضرة ومفسدة ، فلا يجوز تجربته .
كمن قال : لا أستطيع شرب الدخان أو مخدر أو مسكر مثلا : قيل له جرب .
أو جرب فعل منكر أو فاحشة مثلا .
 فهذه كلها لا يجوز قربها أو تجربتها لأنها من المفاسد .

او جرب الإقدام على مخاطر ترى فيها الهلاك ، فلا يجوز الإقدام عليها لقول الباري سبحانه وتعالى :" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".
التجربة والمخاطرة والإقدام :
--------------------
التجربة :الإقدام على فعل الأشياء بغية اكتساب معرفة وعلم وخبرة بها .
 وهي تنمي المعارف وتدفع عجلة التقدم وبها استطاع الإنسان أن يعمر الأرض ويطور حياته ويسهّل فيها معاشه .
المخاطرة :هي من الخطر ،  الإقدام على فعل الأشياء مجازفة وإجتراء .

ومعظم التجارب تعتمد على العقل والفكر ، ويغيب عن معظم المخاطرات العقل والفكر وغالبا ما تنتهي بكوارث .
الإقدام : الجرأة والشجاعة والصبر، وتحمل أعباء ومشقات كبيرة بغية تحقيق الأهداف والوصول للمرغوب والمطلوب ،  وقد عبر الله عنه بالعزم ، قال جل وعلا"

  
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ". ويجب أن يكون في الجماعة أو القوم أو البلاد أو الأمة ، أولوا عزم وإقدام وشجاعة و بهم تقوى شوكة الناس وتشتد سواعدهم ، لتستمر عجلة الحياة .
وقد كان من الأنبياء أولي عزم ، ضاعفوا جهادهم واجتهادهم وحققوا بذلك فلاحا ونجاحا لأقوامهم وفازوا فوزا مبينا .
وبالتالي فالمقولة : تشير إلى طلب التجربة لغرض المعرفة العلمية النافعة أو النشاط وبعث الحيوية في الآخرين .
 قال الله تعالى : "وقل رب زدني علما " ، الزيادة لا تكون إلا بطلبها فهي لا تتنزل على العباد تنزيلا ، ولكن تأتي بالإجتهاد والتجارب وحتى الهجرة .
 من الواقع : كم من عالم تجريبي أثناء تجربته اطلع على أمور لم يكن يعرفها من قبل ، فزادته علما ومعرفة وكانت سببا في اكتشاف علوم أخرى استفاد منها الناس في حياتهم .
نقول : أن التجربة دواء للمتكاسلين والخاملين .
 للعلم فقد يحقق هؤلاء الكسالى والخاملين بإقدامهم وكسر الحواجز التي حالت بينهم وبين جدهم واجتهادهم ، ما لم يحققه الأبطال والرجال من قبلهم .
فهيا هبوا للعمل واتركوا الوهن والكسل .
قال الله تعالى :" يا أيها المدثر * قم فأندر".
أي : دع النوم وأقبل على العمل .
 فقط هي إشارة إلى ترك النوم والإقبال على العمل ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف له كسل ولا خمول ، فحياته قبل وبعد الوحي كلها جد واجتهاد .
اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل واهدنا اللهم للجد العمل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق